الصليب: سرّ النصر والفداء والالتزام


الصّليب نصر وفداء والتزام وراية. لم يبتدعه قسطنطين، بل أعلنه المسيح وأكّدته الكنيسة، وهو دعوة لكلّ مؤمن أن يعيشه في حياته اليوميّة. وكما نرنّم في اللّيتورجيا:

"لصليبك يا سيّدنا نسجد، ولقيامتك المقدّسة نمجّد."


#
إذاعة_السلام

 

 



الصّليب: سرّ النّصر والفداء والالتزام

 

الصليب إشارة نصر: نحن مدعوون للانتصار به


منذ أن أعلن قسطنطين الكبير رؤياه قبل معركة جسر ملفيانوس، ورأى علامة الصّليب مرفوعة مع العبارة: "بهذا تغلب"، صار الصّليب  في الوعي المسيحيّ العام راية نصر. لكنّ الحقيقة الأعمق أنّ الكنيسة منذ البداية آمنت أنّ الرّب يسوع عندما ارتفع معلّقا على الصّليب جعله هو غلبة على الشّيطان والموت.

يقول الرّسول بولس: "أمّا من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح الّذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" (غلاطية 6: 14).

ويضيف القدّيس أثناسيوس الكبير: "الصّليب هو العلامة الّتي بها ظهر أنّ الموت قد ابتُلِع في الغلبة."

 

 

الصليب أداة فداء: أقبلنا الفداء لنكون على مستوى الوفاء له

 

المسيح لم يقدّم على الصّليب موتًا عاديًّا، بل قدّم ذاته "فدية عن كثيرين" (مرقس 10: 45).

يقول القدّيس كيرلس الأورشليميّ: "على الصّليب حمل الحمل الإلهيّ خطايا العالم كلّها، فصار الخشب لعنةً للخطيئة وبركةً للإنسان."

قبولنا للفداء يعني أن نحيا يوميًّا في وفاء العهد، مستذكرين أنّ حياتنا لم تعد ملكًا لنا، بل للمسيح الّذي مات لأجلنا وقام (2 كورنثوس 5: 15).

 

الصّليب التزام شهادة: حتّى الموت موت الصّليب

 

الصّليب التزام لا شعار. المسيح دعا تلاميذه قائلا: "من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعني" (لوقا 9: 23).

القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم يعلّق: "احمل صليبك لا على الكتفين فقط، بل في القلب، في طاعة المسيح، في احتمال الضّيقات، في بذل الذّات."

المسيحيّ هو شاهد بالصّليب، وقد يصل هذا الالتزام إلى الشّهادة بالدّم كما فعل الشّهداء الأوّلون الّذين جعلوا موت الصّليب قبلتهم.

 

قسطنطين الكبير ورفع الصّليب

 

عندما رفع قسطنطين الصّليب على راياته، لم يكن يبتدع تكريمًا جديدًا، بل كان منسجمًا مع فكر الكنيسة الأولى الّتي عاشت سرّ الصّليب منذ الرّسل. قسطنطين كرّس علنًا ما كان المؤمنون يحيونه سرًّا: أنّ الصّليب هو علامة حياة، وليس أداة موت.

يقول القدّيس باسيليوس الكبير:"الصّليب هو سلاحنا الّذي لا يُقهر، وعلامة رجائنا الّذي لا يخيب."

من هنا، نحن أيضًا مدعوّون أن نرفع الصّليب في حياتنا اليوميّة، لا كرمز خارجيّ وحسب، بل كنهج حياة.

 

كيف نحيا الصّليب عمليًّا اليوم؟

 

1.   في الصّلاة: أن نجعل علامة الصّليب بداية كلّ صلاة، وخلالها، وختمها، فنستحضر المسيح الفادي.

2.   في الخدمة: أن نضع ذواتنا في خدمة الآخرين بمحبّة، كما بذل المسيح ذاته على الصّليب.

3.   في التّجارب: أن نواجه الألم والضّيقات برجاء القيامة، عالمين أنّ الصّليب ليس النّهاية بل الطّريق إلى النّصر.

4.   في الشّهادة: أن نتمسّك بالحق والإيمان حتى لو كلّفنا ذلك خسارة أو اضطهادًا.

 

                                                                       الصّليب التزام

 

الصّليب نصر وفداء والتزام وراية. لم يبتدعه قسطنطين، بل أعلنه المسيح وأكّدته الكنيسة، وهو دعوة لكلّ مؤمن أن يعيشه في حياته اليوميّة. وكما نرنّم في اللّيتورجيا:
"
لصليبك يا سيّدنا نسجد، ولقيامتك المقدّسة نمجّد."


#
إذاعة_السلام