الباحثة الاجتماعية الخورية راجيا البيطار ضيفة برنامج "كلماتك قولا" - واقع الأسرة عبر أثير راديو السلام.




واقع الأسرة مع الباحثة الاجتماعيّة الخوريّة راجيا بيطار، في برنامج كلماتك قولا عبر أثير راديو السلام.

 

سلّطت الباحثة الاجتماعيّة الخوريّة راجيا بيطار الضوء على أهمية النواة المجتمعيّة التي هي أساس الأسرة التي تبدأ مع شخصين زوجين يجمعهما الرابط المقدس ضمن سر الزواج المقدس و يقوم على أساس الاحترام و الشراكة و تنسيق الأدوار و معرفة الهدف من هذا الزواج منذ بداية الارتباط. هذه النواة هي الأساس لبناء المجتمع و تطوره. و العلاقة الإيجابية بين الأم و الأب لها تأثيرها المباشر و الإيجابي على الأطفال و على تربيتهم ومن ثَم على المجتمع.

في الماضي كان مفهوم الزواج يقوم على الحماية للفتاة، هي تحتاج من يرعاها و يصونها، و وقاية للرجل كي لا يكون هناك مجال لتعدد العلاقات. رابطة سر الزواج مقدسة و يجب أن يكون لدى الزوجين مشروع رؤية مشتركة و أن لا يكون مجرد حل لمشكلة أو هروب من واقع نعيشه. بقدر ما يترفع الزواج عن المستوى الجسدي و يسمو بالروح و الفكر  و نبل الهدف بقدر ما يكون ناجحاً. و ترى الخوريّة أن الأولاد ثمرة مباركة للزواج و حتى لو لم يكن للزوجين أولاد فهذه مشيئة اللّه، و اللّه يدبّر دائماً الأحسن لنا.

و كما أن التأثير الإيجابي للأهل على الأولاد ينعكس إيجاباً على المجتمع، فالعكس أيضًا صحيح إذ إن غزو القيم الغريبة لعقول أولادنا قد يدخل إلى بيوتنا من خلال أولادنا و يساهم في انحدار قيم العائلة. القوّة هنا تكمن في تحقيق الأسرة اختلافاً نوعياً بمعنى إن نجحت هذه الأسرة في زرع الثقة في الأولاد منذ نعومة أظفارهم تبقى هي المرجع و مهما كانت التأثيرات الخارجية، ترد الأسرة أبناءها إلى الطريق الصواب.

أما عن أهم الأخطار التي تهدد الأسرة اليوم فهي ثورة المساواة و اختلال توازن الأدوار في الأسرة وافتقاد الهوية الشخصية : على الأهل أن يكونوا خير مثال يُحتذى لأولادهم.

و عليهم أن يؤمّنوا في المنزل بيئة تحترم اهتمامات الطفل منذ الصغر و حرية نموه الشخصية و الفردية فلا قمع في الأسرة و لا هروب من الأسرة. على العكس يجب أن تبقى الأسرة خير ملاذ لنا و مصدر ثقة. و كما  تأثير الأم و الأب على الأولاد بمفهوم المسؤولية و القرار و الحرية كذلك تأثير الأساتذة و المربّين و الأصحاب و المجتمع و الشخصيات المعروفة. الحرية شيء و الفوضى و الحرية المطلقة شيء آخر.

و في سياق الحديث عن المرأة و حقوقها، أكدت الخوريّة أن على المرأة أن تقرّر ماذا تريد منذ البداية: أم، موظفة، ناشطة اجتماعية،... خاصة في ظل ما تعيشه الأسرة من ظروف اقتصادية. منذ بدء التاريخ و المرأة منتجة و تحمل أعباء و مسؤوليات كثيرة و كل ذلك لم يفقدها يوماً حب و حس الأمومة.

و أضافت ان الرعاية الاجتماعيّة غير منصفة بحق المرأة وعلينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي بل نسعى إلى تحسين القوانين أسوة بالدول المتطورة بما يخص إجازة الأمومة.

وشدّدت على أهمية التعاضد و الدعم و المحبة في رسم لوحة الأسرة المثالية و المحصّنة.

و ختمت الخوريّة حديثها متوجهةً إلى المقبلين على الزواج راجيةً أن يكونوا كنائس صغيرة ملؤها القداسة و الطهارة والرجاء و الإيمان و تسعى إلى مجتمع آمن و دون مشاكل.