العذراء في الكنيسة الأرثوذكسية - نشرة البشارة


إجمالا وممّا سبق رؤيته في الكتاب المقدّس، يجوز لنا أن نميّز في العذراء، كما يصفها الإنجيل، شخصها الإنسانيّ الطبيعيّ، فهي تضطرب وتنسى ولا تفهم بعض الأمور، وشخصها المتقدّس الّذي تليق به الطوبى وتطلق عليه عبارات: «أمّ يسوع» «أمّ الربّ» «أمّ ابن الله»، والّتي تنتهي بالمجد الأبديّ مع ابنها في السموات.

 



العذراء في الكنيسة الأرثوذكسية

1- العذراء في الكتاب المقدس:

في العهد القديم صور عديدة رأى فيها الشراح تلميحاً مباشراً عن العذراء:

1- حواء: سمعت كلام الحية، العداوة بين نسليهما، المخلص من نسل المرأة.

2- العليقة الملتهبة دون أن تحترق: منها انبثق اللاهوت ومنها سمع موسى صوت الله.

3- «قامت الملكة عن يمينك موشحة بثوب مذهب». المزامير.

4- يؤتيكم السيد نفسه آية: «ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل» (أشع7: 14)

5- رأتها البنات فغبطنها، رأتها الملكات والسراري فأثنين عليها. «مَن هذه المشرقة كالصبح؟ الجميلة كالقمر، المختارة كالشمس، المرهوبة كصفوف تحت الرايات؟» (نشيد6: 8-9).

في العهد الجديد: العذراء

1- يقول لها الملاك: افرحي، يا ممتلئة نعمة الرب معك. يا مريم لا تخافي فقد نلت نعمة عند الله، وها أنت تحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، وهذا سيكون عظيماً وابن العلي يُدعى (لو1: 30-13) أم يسوع.

2- ويقول لها: الروح القدس يَحلُّ عليك وقوة العلي تظللك ولذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله. (لو1: 35) «أم ابن الله».

3- هي التي قالت للملاك: «ها أنا أمة الرب فليكن لي حسب قولك».

4- إنها «المباركة في النساء» وهي «أم الرب» (لو1: 43) التي لها الطوبى.

5- كانت «تحفظ هذا الكلام وتتفكر به في قلبها» (لو2: 19-51).

6- هي الشخص الذي يغبطه القول «طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما».

7- وهي التي شهد لها ابنها أنها: «تحفظ كلمة الله وتعمل بموجبها».

8- هي التي حنا عليها ابن الله ووكل عنايتها ليوحنا لما كانت المسامير تفعل في جسده فعلها المرير.

9- وتغيب العذراء حتى تظهر في العنصرة في بدء الكنيسة.

10- وهاهي في الرؤيا تظهر «آية عظيمة امرأة ملتحفة بالشمس وتحت قدميها القمر وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً، وهي حبلى تصيح وتتمخض وتتوجع لتلد» (رؤيا12: 1و2) (صعوبة التأويل. إرجاعه لأشعيا 54).

ولكن العهد الجديد يعطي عن العذراء وجهاً آخر:

1- اضطربت عند سماع الملاك المبشر ولعلها خافت.

2- دهشت عندما سمعت بالحَبَل وأكدت أنها عذراء.

3- اطمأنت للبشارة فقط عندما شرح لها الملاك «كيف» ستحبل فكأنها كانت تهتم لما تهتم له كل صبية عذراء عندما تسمع بحديث من هذا النوع.

4- في أورشليم قالت لابنها: «يا ابني لم صنعت بنا هكذا؟ ها إننا أنا وأباك كنا نطلبك متوجعين». ولما قال لهما: «لماذا تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي لي أن أكون فيما هو لأبي؟». يقول الكتاب المقدس: «فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما». أليس في عدم الفهم هذا مدعاةٌ للدهش والاستغراب؟

5- عندما تقدم يسوع إلى الهيكل تنبأ سمعان لأمه وقال: «وأنتِ سيجوز سيف قي نفسكِ حتى تكشفَ أفكار في قلوب كثيرة» (لو2: 34) وقد فسر بعض الشراح أن هذا السيف سيف عدم الإيمان أو برودته على الأقل.

6- لا يذكر الإنجيليون الثلاثة أن العذراء كانت على قدم الصليب ويوحنا وحده يفعل ذلك.

7- ما كانت العذراء بين النساء اللواتي بكرن ليطيبن جسد يسوع. ولم يظهر لها يسوع بشكل خاص كما فعل للمجدلية ومريم أم يعقوب، وكما ظهر للتلميذين الذاهبين إلى عمواس، ومن ثم للتلاميذ وهم متكئون. (مر16: 14 ولو24: 36 ويو20: 19).

إجمالاً ومما سبق رؤيته في الكتاب المقدس يجوز لنا أن نميز في العذراء كما يصفها الإنجيل شخصها الإنساني الطبيعي فهي تضطرب وتنسى ولا تفهم بعض الأمور، وشخصها المتقدس الذي تليق به الطوبى وتطلق عليه عبارات: «أم يسوع» «أم الرب» «أم ابن الله»، والتي تنتهي بالمجد الأبدي مع ابنها في السموات.

 

 

 

14-Aug-2022