حين نرجع إلى أهم أسباب انتشار تلك السّموم في المجتمع، وخاصة بين الفقراء، نراهم يعتقدون بأنّ تلك المخدّرات مخرج ومهرب من تلك الضّغوطات المجتمعيّة الّتي يتعرّضون لها، فهم بذلك يهربون، ويعيشون في حالة من اللّاوعي والسّعادة العارمة، ولا يدرك أولئك الأشخاص بأن تعاطي المخدرات لا يعطيهم إلّا دقائق من النّشوة، ولحظات من اللّذّة، يعيشونها، وسرعان ما تنتهي، ليحل محلّها مزيد من الآلام، والمخاطر، والأضرار على الصّحّة، قبل الضّرر على الأسرة والمجتمع.
كلمة الرّاعي
المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام
افتتاحيّة البشارة 6/11/2022
إحذروا المخدّرات
الإخوة والأبناء الأحبّاء،
لا أعرف عدد الّذين سيقرأون هذا النّداء، وسيسمعون هذه الصّرخة، ولكن هو واجب علينا أن نتمّمه. وليس حسنا أن نتكلّم في مواضيع إيمانيّة بحتة، عند اضطراب ظروف الحياة بالنّسبة للنّاس. وإلّا فنحن خارج الواقع، ونكون كما لو صرنا فرحين والنّاس حزانى، وحزانى والناس فرحين، نضحك عند بكاء النّاس، ونبكي عند ضحك الناس.
لقد وجدت نفسي أكتب في موضوع المخدّرات لأصرخ في وجوه الّذين يروّجونها، وأنادي منبهًا الشّبيبة عامّةً لمخاطرها. لا أدّعي التّخصّص في هذا المجال ومخاطره. فالسّبب الّذي دفعني للخوض في موضوع المخدّرات، ما أسمعه من حين لآخر عن الكمّيّات الهائلة الّتي تضبط هنا وهناك، تحت جنح الظّلام أو في وضح النّهار، إضافة إلى أنّ خطرها قد وصل إلى شبابنا وشابّاتنا. فمنذ أيّام عرفت أنّ مقهى من المقاهي ينظّم حفلات عبادات شيطانيّة، يقام فيها ما هو متوجّب لها، ويخوض فيها الشّباب والشّابات على أنّها حفلات ترفيه.
وقبلها بفترة سمعت عن أحد المغتربين الّذي جاء لينشر عادة تعاطي المخدّرات في بلدته، وضبط معه عدد لا يستهان به من الشّباب والشّابات، وقبل ذلك بزمن حذرني الأمن العام من أنّ تعاطي المخدّرات ينتشر بكثرة في إحدى الرّعايا، وغيرها، والمجموعة المستهدفة هي فئة الشّباب.
وكم نسمع من أمثال هذه المقولات عن التّجمّعات الطّلّابيّة الجامعيّة، وكذلك وصل شرّ المروجين حتّى المدارس الإعداديّة والثّانويّة. هؤلاء المروّجين يكونون في البداية كرماء ظرفاء، ثمّ يصيرون إلى ما كانه التّاجر شايلوك في قصّة تاجر البندقيّة للكاتب الإنكليزيّ الشّهير شكسبير.
أيّها الإخوة والأبناء الأحبّاء، وأقصد الآباء والأمّهات. لا تخافوا أن تراقبوا أبناءكم، وأن تستعلموا منهم عن أماكن تواجدهم، وزمن ذهابهم وإيّابهم، ومع من يذهبون، ومتّى يعودون؟ فالأيّام شريرة، وأقوى من أجسادهم الغضة، وخبراتهم الطّريّة، ومعرفتهم القليلة في شؤون الأشرار، والمتنمّرين على الشّعوب. وفي كثير من الأحيان يخرج الأمر عن موضوع البيع والشّراء والربّح، ويتعدّى ذلك إلى مخطّطات شريرة، تهدف لدمار الشّعوب، وتحطيم إمكانيّاتها.
لم يخلق الله شيئًا سيّئًا، ولكن نحن من نوجهه الجهة السّيّئة.
إنّ المخدّرات تستخدم في الطّبابة وبكمّيّات مدروسة لا تأسر الإنسان، ولا تقضي على حرّيتّه بل تساعده على استعادة صحّته، وسعادته، وحرّيّته من براثن الألم، والضّعف، والضّيق.
وهنا سأورد بعضا من المخاطر الّتي يصل إليها من يتعاطى هذه المواد بكثرة، نقلًا عن مواضيع كتبها اختصاصيّون في هذا المجال:
أضرار إدمان المخدّرات على الفرد والأسرة والمجتمع
إنّ أضرار المخدّرات لا تقتصر على الفرد المدمن فقط، بل تؤثّر على المجتمع من جميع الجوانب تأثيرا اقتصاديّا، وأمنيّا، واجتماعيّا. هي تؤثّر على الأمن القوميّ للبلاد بشكل عام، ومشاكل مختلفة تحدث في حال وقوع أبناء المجتمع في طريق الإدمان على المخدّرات. لهذا السّبب، الدّولة تبذل الكثير من الجهد للحدّ من هذا التّأثير، وتعمل على خلق مجتمع خال من الإدمان.
وحين نرجع إلى أسباب وقوع الأشخاص في حظيرة التّعاطي، وفخّ وعبوديّة الإدمان على المخدّرات، خاصّة من الشّباب والمراهقين، نجد أنّ ذلك يحدث بسبب قلّة الوعي والدّين، وانتشار الجهل وغير ذلك. وسوف نعرض لكم في الأسطر القادمة أضرار إدمان المخدّرات على الفرد والأسرة والمجتمع، بشكل عامّ، حتّى نكون على وعي بمدى المخاطر والأضرار الّتي يتسبّب فيها انتشار تلك السّموم بين أبناء المجتمع .
هناك العديد من الأضرار والمخاطر الّتي تتسبّب فيها تلك السّموم من المخدّرات على الفرد والمجتمع، إذ إنّ هناك العديد من أنواع المخدّرات، مثل العقاقير، والسّجائر، وأنواع البودرة المختلفة، والفودو أخطر أنواع المخدرات. ومختلف تلك السّموم لها أضرار بالغة وجسيمة على صحّة الأفراد، فهي عبارة عن مادة تذهب بالعقل، وتقتل النّفس، وتتسبّب في تدهور الحالة الصّحيّة.
حين نرجع إلى أهم أسباب انتشار تلك السّموم في المجتمع، وخاصة بين الفقراء، نراهم يعتقدون بأنّ تلك المخدّرات مخرج ومهرب من تلك الضّغوطات المجتمعيّة الّتي يتعرّضون لها، فهم بذلك يهربون، ويعيشون في حالة من اللّاوعي والسّعادة العارمة، ولا يدرك أولئك الأشخاص بأن تعاطي المخدرات لا يعطيهم إلّا دقائق من النّشوة، ولحظات من اللّذّة، يعيشونها، وسرعان ما تنتهي، ليحل محلّها مزيد من الآلام، والمخاطر، والأضرار على الصّحّة، قبل الضّرر على الأسرة والمجتمع.
علينا أن نعي بأن تعاطي مثل تلك السّموم من المخدّرات يؤدّي إلى غياب العقل، وإلى الأضرار البالغة في مختلف أجهزة الجسم. من هنا كلّ من وقع في فخ الإدمان على المخدّرات عليه أن يسعي في طريق التعّافي .
تعريف المخدّرات
يمكن تعريف المخدّرات، أو الأدوية غير المشروعة، بأنّها الأدوية الّتي يتمّ الحصول عليها بطرق غير شرعيّة، دون الحاجة إليها من النّاحية الطبيّة، ودون الاستشارة. وقد انتشرت تلك السّموم، ويطلق عليها مصطلح أدوية الشّارع، في بعض الحالات. وتجدر الإشارة إلى أنّ المخدّرات لها التّأثيرات المختلفة وغير المتوقّعة، ما يؤدّي إلى حالة من المعاناة للمستخدمين، من المضاعفات الصّحيّة الخطيرة خاصّة لدى الشّباب واليافعين. وتعتمد تلك التّأثيرات والمضاعفات على عوامل مختلفة، مثل كمّيّة المخدّرات في الجسم، ونوعية تلك المادة المخدّرة، وعدد أنواع المخدّرات الّتي يتعاطاها الشّخص في الوقت نفسه، مع اعتبار هامّ للحالة الصّحيّة للشّخص، ووزنه، والحال، والمكان الّذي قد تعاطى فيه تلك السّموم من المخدّرات .
من الأمور الّتي يجب أن نشير إليها، في حال الحديث عن أضرار المخدّرات على الفرد والأسرة والمجتمع، والّتي سوف نسردها بشكل فيه تفصيل من خلال طيّات الموضوع وعناصره القادمة، بأنّ تعاطي المخدّرات لا يقتصر على إدمان الدّواء فقط، ولكن هناك العديد من الأنواع من الإدمان مثل استنشاق الغراء والصّمغ، وهناك العديد من مصادر الحصول على مكوّنات تلك السّموم الفتّاكة من المخدّرات، وعلينا أن نعي مخاطر هذا الطّريق والولوج فيه، ولننقذ أنفسنا قبل فوات الأوان، وكلّ من غرّر به في هذا الطّريق الوعر .
أضرار إدمان المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع
إن تأثير المخدّرات يشمل المجتمع بالكامل، وبالنّسبة إلى الفرد، فإنّه يكون أكثر عرضة إلى المشاكل والاضطرابات المختلفة الّتي يمكن أن تؤدّي إلى الوفاة، وتتمثل هذه الأضرار فيما يلي:
1- تآكل خلايا المخّ وحدوث التهاب بها.
2- الإصابة بالهلاوس السّمعيّة والعقليّة والبصريّة.
3- زيادة معدل ضربات القلب، والتي تؤدّي إلى الإصابة بذبخة صدريّة.
4- حدوث تلف في شرايين القلب.
5- تضرّر الكبد والكلى.
6- مشاكل واضطرابات في المعدة وفي الجهاز الهضميّ، ويمكن أن يصل الأمر إلى الإصابة بالتهاب حادّ في المعدة.
7- التهاب في البنكرياس، ويمكن أن يصل الأمر إلى توقفها بالكامل.
8- المدمن يصبح عدوانيّا، ويسبّب الضّرر لنفسه، ولجميع المحيطين به.
9- إهدار الكثير من الأموال بسبب زيادة الجرعات الّتي يتناولها الشّخص بشكل مستمر.
10- الأثر السلبيّ على الدّراسة، وعلى العمل، ويحدث تأخّر في المستوى بشكل واضح.
11- إنّ المتعاطي يصبح شخصا انطوائيّا يفضّل العزلة، ويبتعد عن الأماكن الّتي توجد فيها تجمّعات.
12- الإصابة بالعديد من الاضطرابات النّفسيّة بين الاكتئاب والنّظرة السّوداويّة للحياة.
ما هي أضرار المخدّرات على صحّة الإنسان؟
حدّث ولا حرج عن أضرار المخدّرات على صحّة الإنسان، فهناك العديد من الأضرار الّتي تصيب الجسم إثر تعاطي تلك السّموم من المخدّرات، والتي قد أشرنا إلى بعضها في المحور السّابق، ولكن هناك المزيد والمزيد، ولا شكّ أنّ تكرار القول حول مخاطر وأضرار المخدّرات على الصّحّة من الأهميّة بمكان كي يسرع المرضى في طريق التّعافي من خلال المراكز العلاجيّة المختصّة، ومن بين أضرار الإدمان على الصّحّة ما يلي:
1- المخدّرات تتسبّب في العديد من المشاكل القلبيّة وبصورة حادة؟
2- من الممكن أن تؤدّي تلك السموم من المخدّرات إلى انفجار بعض الشّرايين الموجودة حول عضلة القلب .
3- من بين أضرار ومخاطر الإدمان على المخدّرات انها تتسبّب في حدوث تليّف في الكبد، مع الفشل الكبديّ أو الفشل الكلويّ، والعديد من المشاكل الصّحيّة المشابهة.
4- يتسبّب إدمان المخدرّات في ارتفاع نسبة المواد السّامّة في الجسم، والّذي من شأنه أن يهدّد حياة الإنسان .
5- تتسبّب المخدّرات في حدوث العديد من الإصابات في المخّ، وتكون التهابات شديدة وخطيرة . (يتبع)
