"الربّ صادقٌ في كلّ أقوال له (مز ١٤٤: ١٣)" فهو لا يكذب عندما يقول: "إن كانت خطایاكم بلون الأرجوان فإنّي أبيّضها كالثلج، وان كانت بلون القرمز فانّي أبيّضها كالصوف (أشع ۱۸:۱)". فطبيب النفوس العظيم مستعدٌ لشفاء كلّ مرض. وها هي ذي أقواله، ها هوذا فمه نبع العذوبة والخلاص يقولها: "الأصحّاء لا يحتاجون إلى طبيب، بل المرضى. فإنّي لم آت لأدعو الصّديقين بل الخطاة الى التوبة (متی ۱۲:۹-۱۳)". والربّ إنّما يريد تطهيرك من جُرحك المؤلم وأن يُظهرالنور بعد الظلمات. هو الرّاعي الصالح يبحث عنك، بعد تركه الخراف التي لم تضل، وإن قرّبت (له) نفسك لن يتردّ، بل محبّ البشر هذا لا يأنف من حملك علی منكبيه، فرحاً لإيجاده خروفه الضالّ. الآب لابثٌ ثمّة ينتظر رجوعك عن الخطأ. عُد فحسب، وفيما ستكون بعيداً بعد يبادر هو، ويلقي بنفسه على عنقك وباحتضانٍ عطوف سيقبّل ذاك الذي طهّرته التوبة (لو ه۲۰:۱). ولسوف يوشِّح بالحلّة الأولى نفساً قد خلعت عنها الإنسان العتيق مع أعماله، ويضع خاتما في يدين قد اغتسلتا بدم الموت، وحذاءً في رجلين قد حادتا عن الطريق الرديئة لتسلكا في سبيل إنجيل السلام. وسوف يعلن لأخصّائه، ملائكةً وبشر، يوم بهجةٍ وفرح، فيعيّد لخلاصك بشتّى الطرق. وهو يقول في الواقع: "الحقّ أقول لكم، أن هكذا في السماء يكون فرحٌ أمام الله بخاطئٍ واحدٍ يتوب (لو ه۷:۱). وإن حدث لأحدٍ ممّن يظنّون أنفسهم واقفين أن تذمّر لأنك استُقبلت سريعاً، فلَسوف يُجيب ذاك الآب الصالح هو نفسُه لأجلك ويقول: "لا بدّ أن نتنعّم ونفرح، لأنّ ابني كان ميّتاً فعاش، وكان ضالاً فوجد (لو ١٥: ٣٢).
القديس باسيليوس الكبير