إن كان الإقرار بخطايانا يولِّد تعزيةً هذا مقدارها، فلكم بالأكثر غسلها بأعمالنا نفسها! وإن كان الأمر خلافاً لذلك وكان الله يمنع الخارجن عن الصراط المستقيم مرّةً من العودة إلى حالتهم السابقة، فلا أحد من ثمّ أو عددٌ قليلٌ جداً وسهلُ الإحصاء للغاية يدخلون ملكوت السماوات. بل إنّا نجد الأكثر شهرةً في الواقع بين أولئك الذين أصلحوا سقطاتهم. فلقد كانوا يُظهرون حماساً شديداً للشرّ فصاروا يُبدون الحميّة عينها للخير، إذ وعوا جسامة الديون التي استدانوها... وإذ يضطرمون بنار التوبة يجعلون نفوسهم أشْدّ نقاوة من الذهب المصفّى؛ ثم بهَدْي ضميرهم وتذكّر خطاياهم السالفة يبلغون ميناء اللاّهوی مدفوعين بهذه الريح العاتية. القديس يوحنا الذهبي الفم