أرتمي على ركبتيك يا ربّ عابداً، وأشكرك يا إله الصلاح، وأتوسّل إليك يا إله القداسة. أمامك أجثو يا محبّ البشر، وامجّدك ايها المسيح الابن الوحيد ربّ الكلّ البريئ من الخطأ وحدك. فلقد أسلمت ذاتك لأجلي أنا الخاطئ غير المستحقّ، إلى الموت، بل إلى موت الصليب، وهكذا اعتَقتَ النفوس من عقالات الشرّ. ما الذي سأؤدّيه لك إذا يا ربُّ لقاء صلاحٍ كهذا! المجد لك، يا محبّ البشر! المجد لك، أيّها الرحيم! المجد لك، أيّها الطويل الأناة! المجد لك، يا من يغفر الخطايا ! المجد لك يا من أتى ليخلّ نفوسنا! المجد لك يا من تجسّد في حشا البتول! المجد لك، يا من قیِّد! المجد لك، يا من جُلد! المجد لك، يا من أهين! المجد لك، يا من سُمّر على الصليب!
المجد لك، يا من من دفن ثم قام! المجد لك، يا من کُرز به للبشر وبه آمنوا! المجد لك، یا من صعد إلى السماء! المجد لك، يا من جلس عن يمين الأب! وسوف تأتي بجلال الآب والملائكة القدّيسين لتدين في تلك الساعة المخوفة الرهيبة كلَّ النفوس التي احقرت آلأمك المقدّسة. سوف تهتزّ قوّات السماء. جميع الملائكة، ورؤساء الملائكة، والشيروبيم والسيرافيم، إنّما سيظهرون بخوفٍ مرتجفين إزاء مجدك. أُسس الأرض ستتزعزع، وكلّ حيٍّ سيرتعد أمام جلالك العظيم. في تلك الساعة، فلتَقينني يدك تحت جناحيك، بغية خلاص نفسي من النار المهولة، ومن صرير الأسنان، ومن الظلمات البرّانيّة والدموع الأبديّة، ولكي أتمكّن من تمجيدك منشداً هكذا: المجد لذاك الذي بصلاحه الرحيم تنازل لتخليص الخاطئ.
القديس إفرام السوري