الملاعق....والملعقة المقدّسة
درج التقليد في الكنيسة الأرثوذكسية أن يناول الكاهن المؤمنين القربان المقدس بواسطة ملعقة مقدسة، مايثير خوف بعض المسيحيين من أن تنتقل إليهم الجراثيم.
لو كان الأمر كذلك لَما بقي أيّ كاهن على قيد الحياة، ذلك أن الكهنة يتناولون، في نهاية القدّاس، كلّ ما تحتويه الكأس المقدّسة الّتي يكون قد تناول منها عدد كبير من المؤمنين المصابين بأمراض متنوّعة إلى جانب الأصحّاء؛ فإنّ جسد الرّبّ ودمه هما ”نار تحرق كلّ شيء، وتطهِّر وتشفي المؤمنين”.
“خذوا كلوا هذا هو جسدي… اشربوا منهم كلّكم… هذا هو دمي”
عندما كان كاهنًا واعظًا في ”أتيكي“، ذهب المتروبوليت ”بندلايمون فوستينيس“، إلى مصحّ مرضى السّلّ العائد لمؤسّسة ”سوتيريّا“ (الخلاص)، للاحتفال بقداس إلهي، فأحضر إليه الممرّضون وعاءً يحتوي على ملاعق كثيرة، فسألهم: ”لماذا أحضرتم هذه الملاعق؟”
أجابوا: “طلب الأطبّاء أن تُناوِلَ المرضى بهذه الملاعق مبتدئًا بأصحاب الإصابة الأخفّ ومنتهيًا بذوي الإصابة الأثقل”.
أجابهم الكاهن بإيمان:
“لا حاجة لهذه الملاعق؛ لديّ الملعقة المقدّسة”.
ثم ناول المرضى بالطريقة القانونيّة، وبعد ذلك ٱقترب من الباب الملوكي ليتناول ما بقي في الكأس المقدّسة، وأراد أن يُظهر للجميع وخصوصًا الأطباء أنّ المناولة الإلهيّة نارٌ تحرق كلّ زغل.
المناولة المقدسة - القديس نكتاريوس العجائبي
إن سر المناولة المقدسة الذي تسلمناه من السيد هو أعلى الأسرار جميعاً. إنه أكثر معجزات قوة الله عجباً. إنه أرفع ما عبّرت عنه حكمة الله. إنه أغلى العطايا التي وزعها الله على البشر.
لأن كل العجائب الأخرى تتم عن طريق تخطي بعض قوانين الطبيعة، أمّا سر المناولة الإلهية فيتخطى كل القوانين. إذاً، من الحق أن نسميّه وننظر إليه كمعجزة المعجزات وسر الأسرار.
إذا أردت أن تكون مشاركاً في البركات التي تمنحها المناولة المقدسة، وإذا أردتَ خلاصك، كُنْ مسيحياً حقيقياً، تملّكْ خوف الله والإيمان بسر المناولة المقدسة، وأحبْ الله وقريبك.