لقد حفظتُ جسدي بريئاً من كل عيب إلى اليوم؛ فلا أعرف اللذة ولا احتمل سماعها بالكلام أو رؤيتها بالرسم، بل ولا أبدي أية مبادرة لرؤيتها لأن نفسي طاهرة. لديّ شاهدٌ لذاك الذي يعرف كل شيء، أنّي ما رغبت فيها قطّ ولا تصوّرتها في فكري. . لقد لبثت عذراء بعيدة عن الرجال، وكل الفضائل الموافقة للمرأة قد مارستها حبّاً بالله الذي يزن ويوزّع إحساناته دوماً بغير حساب. أولاً، سواء نال منها اللوم أم لا، فإن المرأة تجلب على نفسها سوء الصيت مهما حدث إن لم تمكث في بيتها. ولذا كنت أمكث في بيتي، داخل شقّتي، متحاشيةً الخروج، وكنت أحفظ نفسي من أحاديث النساء العديمة الفائدة. كان كافياً لي الخضوع للعقل، الذي كان دليلاً مفيداً بالنسبة اليّ. كنت على علم بأن الحكمة في كل الأمور إنّما هي خيرٌ يجرّ حظوة الشهرة في كل مكان، ومن ثم كنت أبدي للجميع لساناً صامتاً ونظراً صافياً.
كنت أعرف متى ينبغي الانتصار على رفيقاتي ومتى ينبغي ترك الانتصار لهنَّ. كنت بلا وصمة حين اتخذني رجلٌ من يدي الله، وكنت لا أزال سليمةً عندما تركني. هذه ليست بكلمات، بل إن الأحداث نفسها تشهد لصالحي. وفي هذه الحالة ًصرت عروس الله، وأنجبت، كيف أقولها ابنا ليس في وسع أيّ امرأة قطّ أن تدّعي ولادته.
.القديس غريغوريوس اللاهوتي