لقد كانت الظلمات منتشرةً من حول الشهداء، فيما كان النور ساطعاً في قلبهم. ما كانوا يرون بعيونهم في ظلمات سجنهم، بل كانوا يرون الله بفضل الحب الذي كانوا يكّنونه لإخوتهم. فمن يكره أخاه إنما يسير ويخرج ويعود ويرحل، دون أن يكون مكبّلاً بالقيود ودون أن يكون محتجزاً في سجن، ومع ذلك فهو مكبّلٌ بجريمته. ولا تظنّنّ أنه ليس مسجوناً، فقلبه هو سجنه.
المغبوط أغسطينوس
إن المسیح لا يدع مخلَّفات الشهداء حال موتهم، بل هو متّحدٌ ونفوسهم بحيث يكون حاضراً بل مختلطاً بذاك الغبار غير المحسوس. وإن كان ممكناً إيجاد المخلّص وإحرازه في شيء ما من المنظورات، ففي هذه العظام يمكن ذلك.
القديس نيقولا کاباسيلاس