اليوم اضطراب الحياة قد بلغ إلى حدّ أن الإثم يتفشّی والفجور يغمر المدن بكافة أشكاله صائرا فيها الشريعة.. الشهوانية قد خرّبت كل شيء، والتطرّف إلى سيرة مخنّئة قد حطّ من شأن الكيان الإنساني. فثمّة تفتيش عن كل شيء، ومحاولة القيام بكل شيء، واغتصاب لكل شيء، وتشويش للطبيعة، إذ يقوم الرجال غير مبالين بدور النسوة وتتصرّف النسوة كالرجال.. بل وينادى بأنه من الممكن الاستقرار في سيرة محبة للذّة. يا للمنظر الذي يرثی له ويا للتقاليد التي لا
تسمّى.
اكليمنضوس الإسكندري
لا يجب البتّة ابتياع نسيان الهموم بالانشغالات التافهة.. ولكن، قد يعترضني أحدهم قائلا أن لسنا جميعا هواة للحكمة. أيكون إذاً أنا لا نسعى جميعنا إلى الحياة؟ و الذي تريد قوله؟ كيف أتيت إذاً إلى الإيمان؟ وكيف تحبّ الله بعد وقريبك إن لم
تكن تابعاً لحكمته؟ بل وكيف تحب نفسك إن لم تكن تحب الحياة؟. . ليس محظّرا إذا أن تدار شؤون هذا العالم كما يليق بحسب الله.
اكليمنضوس الإسكندري