من قلب محبّ للذة تنشأ الأفكار والأقوال العليلة. . وحين تلبث فكرة ماداخل الإنسان، فهذا إنما يشير إلى تعلقه بها. . ومن كان عقله يعجّ بالأفكار يفتقر إلى ضبط النفس.. والإنسان الذي تجرفه أفكاره يُعمى بها، وفيما يستطيع رؤية عمل الخطيئة الفعلي لا يستطيع رؤية أسبابها.
القدتيس مرقس الناسك
ذاك الذي يتعهد النباتات الجيدة الخالدة بالعناية في قلبه إنما يكون محيّاه بهيجا مشرقا، كما أنّ لسأنه ينشد الترانيم والصلوات ويكون لطيفا جدا في التخاطب.
نيكيتا ستيتاتوس
الجمعة من الأسبوع الثاني
إنّا على علم بجميع الأعمال السيئة حتى قبل ارتكابها، ولكنا نتلقن بوضوح أنها سيئة بعد ارتكابها، وبوضوح أكبر بكثير عندما نعاقب عليها. على هذا النحو، كان آدم عالماً أيضا بأن الطاعة هي الخير وأن العصيان هو الشر؛ إلا أنه تلقن ذلك بوضوح أكبر لاحقاً، عندما نفي من الفردوس وسقط من تلك الغبطة العظيمة لتذوقه ثمر الشجرة. ولهذا دعيت الشجرة شجرة معرفة الخير والشر . ذلك أنّ للكتاب العادة التالية: عندما يجري حدث ما سواء في الأمكنة أو في الأزمنة، يدعو الأمكنة أو الأزمنة باسم الأحداث. إذاً، دُعيت الشجرة هكذا لا
لحيازتها هي المعرفة، بل لأن برهان معرفة الخير والشر قد حصل بشأنها. . وكذلك اختبار العصيان أو الطاعة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
لقد خطئ البشر الأولون وبعصيانهم الخاص أشاعوا العبودية، ولكن الآتين بعد تلك الأحدات قد وافقوا بخطاياهم الخاصة على العبودية الشائعة. في الواقع، لو كان في إمكانهم الظهور أبرياء تماماً من الخطايا، لاستطاع البشر الأتون بعدهم أن يستحسنوا الاعتراض.
القديس يوحنا الذهبي الفم
ما من أحدٍ يعطي ناموساً لمن لا يعرف بأن التعدّي شر، والحال أن الله أعطی ناموساً وعاقب من تعدّاه. بيد أنّه ما كان ليفعل هذا ولا ذلك لو لم يكن قد خلق الإنسان قادراً منذ البدء على التمييز ما بين الفضيلة والرذيلة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
لم يعط الله الناموس لإذلال طبيعتنا بل لإكرامها. إذاً، كيف زلّ الإنسان؟ ذلك بسبب طيشه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
كما أن الأمراض تبرّر وجود الأدوية، كذلك الخطايا تبرر وجود العقوبات. لان من كانت فضيلته ملازمة لحياته، هو الذي لا يحتاج إلى مراقبة من السلطة. . وكما أن الحاجة إلى الأدوية تولد من الجراح وأن اللجوء إلى الأدوية رهن حكمة هذا، كذلك الحاجة إلى العبودية تولد من الخطيئة مع أن إحكامها على نحوٍ موافقٍ هو رهن حكمة الله.
القديس يوحنا الذهبي الفم