هل تعلم لماذا يقف الكاهن في القدّاس السابق تقديسه "بروجيازميني " أمام الباب الملوكيّ حاملًا شمعة مضاءة ويقول بصوت جهوريّ "نور المسيح مضيء للجميع"؟
اعتاد المسيحيون الأوائل أن يأتوا بقناديلهم إلى اجتماع الصلاة عند غروب الشمس. فلمّا يحين وقت إضاءة القناديل، كان رئيس الشمامسة يخرج مع اثني عشر شماسًا مِن الهيكل، ويذهبون إلى مدخل الكنيسة فيأخذون القناديل المضاءة ويحضرونها إلى وسط الكنيسة، وهناك يعلن الشماس حاملًا المبخرة، ويقول: "نور المسيح مضيء للجميع". عندئذ يضيء الأسقف كلّ القناديل في الهيكل، ويتوجه الشمامسة ليضيئوا قناديل الكنيسة (مذكورة بوضوح في القرن الحادي عشر). وإنّ ترتيلة "يا نورًا بهيًّا...." التي ما زلنا نرتلها في صلاة الغروب هي من أقدم التراتيل في الكنيسة وترتبط بهذه الخدمة. مع الوقت، تطورّت الخدمة، وصار الكاهن يخرج بالقنديل من الباب الملوكي، فيقف الشعب جميعًا، ويتابع هو إلى وسط الكنيسة، حيث يرسم بالمبخرة إشارة الصليب، ويعلن: "الحكمة، لنصغ، نور المسيح مضيء للجميع". وما زالت الكنيسة تحتقظ بهذه الرتبة اليوم في القدّاس البروجيزماني، حيث يقف الكاهن مع المبخرة والشمعة، من جهة الشرق، ويرسم إشارة الصليب معلنًا: "الحكمة، لنصغ..." ثم يرسم إشارة الصليب متوجهًا إلى الشعب، ويعلن: "نور المسيح مضيء للجميع".