عندما ترسم شارة الصليب،فكّر في القصد من الصليب و احسن أيّ غضبٍ مع الأهواء الأخرى كافة. تبصّر في الثمن الذي دُفن لأجلك
(القدّيس يوحنا الذهبي الفم)
بواسطة علامة الصليب يوضع حدٌّ لكلّ شعوذة،و يشوّش كلُّ سحر،و تُهجر كلّ الأصنام و تُخذل،و تقول كلّ لذّةٍ خرقاء،كما تبجّل عينُ الإيمان السماواتِ من الأرض
(القدّيس أثناسيوس الكبير)
إنّ المسيح الذي يَشهد له كلُّ هؤلاء،هو الذي يمنح الغلبة لكلّ أحد،جاعلاً الموت عاجزاً تماماً لدى المؤمنين به الحاملين علامة الصليب
(القدّيس كيليس الإسكندريّ)
أسألكم أيُّها الإخوة الأعزاء أن تتأمّولا في هاتين المسألتين:لمَ نحن مسيحيّون؟و لمَ نحنا صليب المسيح على جباهنا؟هنا،يجب أن نعلم بأنّ تلقّي اسم المسيحيّ لا يكفينا،بل من الضروريّ أيضاً أن نتصرّف كمسيحيّين، على ما يقول الربّ في الأنجيل:"لم تتدعونني يا ربّ يا ربّ، و لا تعملون بما أقول(لو٤٦:٦)". فلو سميّت نفسك مسيحيّاً ألف مرةٍ و رسمت شارة الصليب بلا انقطاع، دون أن تتصدّق بما في وسعك، و دون رغبة منك في أن تكون خيّراً و عادلاً و عفيفاً، فإنّ اسم المسيحيّ لا يمكنه إفادتك في شيء. ثم إن شارة المسيح و صليبَ المسيح غنًى عظيم،إذْ بهذا الختم الثمين ينبغي رسم الأمور العظيمة و الثمينة. فما النفع من خاتمٍ ذهبيّ الختم يُخفى لاحقاً في التبن المتعفّن؟ ما النفع من وضع شارة المسيح على الجبين و في الفم ثمّ إعادة الإثم و الخطيئة إلى النفس؟ و عليه،فالذي يسيء التفكير و يسيء الكلام و يسيء التصرّف،رافضاً إصلاح نفسه، إنّما يفاقم خطيئته و لا يختزلها عند رسْمع شارة الصليب
(القدّيس كيساريوس)