'إن سكت هؤلاء، صرخت الحجارة' (لو:٤٠:١٩).كان يقصدنا نحن عندما قال ذلك. فمّن هم هؤلاء الحجارة إلا الذين (كانو) يوقّرون الحجارة؟ إن سكت الأولاد اليهود، صرخ الوثنيون كباراً وصغاراً. إنّا نتحدّر من الوثنيون في الواقع، ولقد عبدنا الحجارة من خلال آبائنا؛ لذلك دُعينا بالكلاب(متى:٢٦:١٥).أولم تلاحظوا كيف تلحس الكلاب الحجارة التي أُريق عليها الخمر؟ هذا ما يفعله كلّ عبّاد الأوثان.بيد أنّ النعمة أتتكم؛ وجميع مَن قبلوه، قد آتاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء اللّه(يو١٢:١)
المغبوط أغسطينوس
عن قدرةٍ منه صار الربّ وضيعاً، عن قدرةٍ منه صار قابلاً للتألّم، عن قدرةٍ منه صار مائتاً. إذْ لإبادة سلطان الخطيئة والموت(رو:٦:٦)،كان من اللازم في آنٍ معاً أن تقبل التألّم تلك الطبيعة التي كان بها ضعيفاً وأن لا تخسر شيئاً من مجدها تلك الطبيعة التي كان بها قديراً
القديس لاون الكبير
نحن نعترف جميعاً بأنّ كلمة اللّه غير قابلٍ الآلام بطبعه، مع أنّه في تدبير سرّه الكلّيّ الحكمة قد شوهد ناسباً لذاته التألّم الذي أصاب جسده الخاصّ. هكذا. أيضاً يقوول بطرس الكلّيّ الحكمة:(لقد تألّم المسيح لأجلنا في الجسد(١بط٢١:٢؛ ١:٤)،وليس في طبيعة اللاه ت غير الموصوف. فلِكي يُستطاع الإيمانُ به على أنّه هو مخلص العالم، أخذ على عاتقه التألّمَ في جسده الخاصّ كما قلت، وذلك انسجاماً مع ما يلائم التجسّد ويلازمه،تماماً حسبما سبق فدلّ عليه صوت النبيّ القائل:"بذلت ظهري للسياط وخدّي للّطم، ووجهي لم أستره من عار البصاق (إشع:٦:٥٠)"
القديس كيرلس الإسكندريّ