لا وجود لأيّة منفعةٍ يا إخوة في أن يُقال بأنّ لدينا إيماناً إلهيّاً، إن لم تكن لدينا الأعمال التي توافق الإيمان. فأيّة منفعةٍ جنتها العذارى الجاهلات من المصابيح التي لم يكن فيها زيت، أيْ أعمال المحبّة والرأفة؟
القديس غريغوريوس بالاماس
إذا ما كانت خمسٌ بين العذارى العشر فطِناتٍ وعاقلات، فإنّ الخمس الأُخريات كنّ جاهلاتٍ وطائشات، لأنّهن لم يتحطن ويجهزّن قواريرهنّ لتكون زاخرةً بالزيت. وهكذا لبثن مجرَّداتٍ من العدل. إنه يلمّح هنا إلى تلك اللواتي يتحفّزن لبلوغ ذُرى البتوليّة،ويجاهدن بإحكامٍ ودقةٍ في كلّ شيءٍ لإرضاء هذه الرغبة، واللواتي، مع مجاهرتهنّ رسميّاً أنّ ثمة هدفاً كهذا لديهنّ، يتهاونّ وينهز من أمام تقلّبات العالم. وليس هذا الأمر من جهتهنّ سوى رسم صورةٍ ظلّيةٍ لفضيلة، بدلاً من تشكيلها وعيشها في حقيقتها بالفعل... لقد إخذت بعضهنّ معهنّ ما يغذّي مصابيحهنّ بوفرةٍ ويعيد تهيئتهت، في حين أنّ الأُخريات عن رخاوةٍ منهنّ لم يهتمِمْن إلاّ بالحاضر... ولكنّ تأخر العريس هو المهلة المعطاة لنا قبل مجيء المسيح... إذاً،هلمّ يا رهط الأحداث الجديد، هلمّ املأوا مصابيحكم عدلاً،فها هوذا أوان استيقاظكم من الآن فصاعداً لتواجهوا الختن. هلمٍ تلافوا سِحْر الحياة وجمالاتها دفعةً واحدة، والتي تفتن دوّامتُها النفس، فتنالوا من ثمّ ما قد وُعدتم به.
القديس مئوذيوس الأولمبي