عرس قانا الجليل وتأسيس كنيسة الزواج
عرس قانا الجليل وتأسيس كنيسة الزواج.
أول أعجوبة قام بها المسيح حسب انجيل يوحنا كانت أثناء عرس قانا الجليل . إن هذه العجيبة تدخل في صميم الحياة الكنسية من حيث التوبة وسر الشكر ومعناها الخاص يفصح عن رفع الزواج إلى حالة كنيسة ECCLESIA . الماء علامة التطهير والتوبة في العهد القديم يحوله السيد المسيح إلى خمر ، المادة الكونية في سر الشكر ، وعربون الحياة الأبدية . وان وجود المسيح هذا في عرس قانا هو الذي يجعل منه كنيسة ويعطي العروسين نعمة سرية . "كل واحد نال من الله نعمة خاصة" ، يقول بولس الرسول حول بحث الزواج والبتولية . "وبتأثير هذه النعمة تستطيع الشهوات والأهواء أن تصبح قابلة لأن تتحول إلى ثمرة الكرمة "، التي تنبيء بمجيء ملكوت الرب .
أم الاله تنحني بعطف على البشر كملاك حارس وتقول : لم يعد لديهم خمر . العذراء المطلقة تعلن أن العذراوية قد نضب معينها ، لم يعد هنالك الا طريق الذكورة والأنوثة المنفردة .
إن العذراء الحقيقية حسب J . Boehm كانت قد حلقت عن الأرض إلا أنها في مريم عادت إلى البشرية من جديد ، فلم يبق للاجران المخصصة و لتطهير اليهود ، فائدة بعد لأن " الأشياء القديمة قد مضت" .
إن توسط الأم يعجل تتميم عجيبة قانا : « افعلوا كل ما يقوله لكم » ، إلا أن هذه العجيبة لن تتم فعلاً إلا على الصليب .على الصليب ستتم بكل قوتها ومرماها المسكوني ، ولكنها منذ الآن ، تعيد النظام الداخلي المفقود في الانسان . وهكذا اشتراك ام الاله والابن في عجيبة التنقية والتقديس الكبرى في قانا يجعل من الزواج سراً ( sophrosine ) أي سر كمال الانسان العذري .
« كل إنسان يقدم الخمر الجيد أولا ثم يقدم الخمر الأقل جودة » . إن خمر الخطبة الجيد ينتهي سريعاً ، وكأس الزواج يفرغ ، هذا هو الناموس الطبيعي . أما في قانا فان هذا الناموس ينعكس : « لقد حفظت أنت الخمر الجيد حتى الآن » ، لأن الخطبة ليست الا عربوناً لما سيأتي . وكلما زاد اتحاد الزوجين بالمسيح ، كلما امتلا كأسهما المشترك ، وهو كأس حياتها ، أكثر فأكثر من خمر قانا الجليل .