حياة هذه الكنيسة
حياة هذه الكنيسة : رعاية المسيح - الكهنوت المنزلي
إن الكنيسة مؤسسة على إيمان الرسل : "وقد أظهر يسوع مجده في قانا فآمن به تلاميذه" . إن إعلان المجد هذا الذي قام به السيد في الكنيسة العائلية في قانا ، يرفعها إلى هذه الرتبة ( أي رتبة الكنيسة ) بمعنى انها خلية من خلايا الكنيسة فيها يتم مجد المسيح . وهذا المجد هو اشتراك الانسان بجسد المسيح واتحاده الكلي مع المسيح نفسه . والعرس الذي شمله السيد المسيح ورعاه هو يتعدى عرس الزوجين الأرضي لأنه بالحقيقة زواج سري للعروسين مع المسيح ، لأن المسيح هو الذي يرأس العرس في قانا وهو العروس المشترك . ولذا يعتبر كبار الروحانيين المسيحيين ، اتحاد النفس بالله اتحاداً سرياً العمل الاسمى لكل إنسان ، والهدف الأعلى لحياة الكنيسة .
أما يوحنا الذهبي الفم فانه يعتبر الزواج شكلاً سرياً للكنيسة . ان بولس يدعو نشاط الكنيسة « رفعاً للبناء » ويشبهها بالبيت الأبوي . وان كلمة كنيسة في عدة لغات تأتي من الأصل اليوناني ( Kyriakon ) وتعني : بيت الرب ، أي البيت الأبوي . أفلا تنطبق هذه اللفظة على الكنيسة المنزلية ، بيت الله ومكان وجود السيد وصورة علاقات المسيح السرية مع الكنيسة وحجر مدينة الاله الأزلي الكبرى ؟ أليس الزوج صورة المسيح والزوجة صورة الكنيسة ؟
و بوخاريف المفكر الروسي يأخذ هذه الفكرة ويظهر واضحة نعمة و الكهنوت الملوكي ، المتعلقة بالتضحية أساس العائلة . إن كل المسيحيين يحوزون على هذه النعمة في الوقت الذي يصممون به ان يتقدموا من الأب الساوي ويقدموا له في المسيح حياتهم بكاملها .
إن عطايا الكهنوت الملوكي تجيب إلى كل ناحية من نواحي الحياة البشرية . فالزوج يحمل فعلا نعمة الكهنوت المنزلي والرعاية العائلية ، والزوجة تحمل نعمة الأمومة المقدسة ، نعمة رعاية الكنيسة الأم . وهكذا في العائلة لا يمثل الانسان كال الكائن الثالوث فقط بل يمثل الكنيسة أيضاً . . إن زوجين يحب كل منهما الآخر هما بذلك يحبان الله محبة فائقة . إن محبتها المتناهية والشاملة تشهد شهادة كافية على قيمة حياتها الخاصة . إن سر الحياة الزوجية نفسها ( لأنها الصورة الحية للمبادىء المطلقة ) يشملها بوجود الاله الدائم . فها يجددان حياتها بكاملها في كل ثانية من ثوانيها ويخلقانها قطعة فن جميل الروحانية . ان حياتها بكاملها تشكل صلاتها وتقواها وتنال قيمة ليتورجية تتعلق برعاية ، روحية حقيقة .