سر الكنيسة في علاقة الزوجين
سر الكنيسة في علاقة الزوجين
الكنيسة
الكنيسة هي " اجتماع أبناء الله المتفرقين إلى واحد" ، في المسيح يسوع ، مكان هذه الوحدة ومتممها بالروح القدس . إنها وحدة المؤمنين على مثال وحدة الثالوث : « وأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كا نحن واحده . د كل ما هو لي فهو لك وكل ما هولك فهو ليه . « وكان لجمهور المؤمنين قلب واحد ونفس واحدة وكان كل شيء مشتركاً بينهم » . إنها وحدة لا تذيب الأشخاص ولكنها تؤكدهم ، اتحاد مميز ( الألسنة النارية ) .
الزواج محاولة لتحقيق الوحدة
ولكن الزواج هو في جوهره محاولة لتحقيق وحدة من هذا النوع ، فالمحبان ( ولا زواج مكتمل بدون حب ) يتوقان إلى أن يصبحا وجسداً واحداً ، أي كياناً واحداً ، ذا قطبين متميزين . ولكن هذا التوق مهدد بالانانية التي تسربت إلى صميم الحب في وضعنا البشري الساقط ، فأفسدت علاقة المحبين إذ جعلتها مشوبة بالنزعة إلى تشييء الأخر لامتلاكه والسيطرة عليه : " إلى بعلك تنقاد شهوتك وهو يسود عليك " ( تكوين ۱۹ : ۳ ) . فشل الحب البشري ، فشل الزواج ، وما أكثر ما يحصل ، تعبير عن هذا الوضع المفجع الذي يعم العلاقات البشرية قاطبة ، فيجعل الانسان متغرباً عن أخيه الإنسان بسبب غربته عن الله . إلا أن المسيح الذي مات ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد أعاد أيضاً إلى العلاقة الزوجية أصالتها ، أعادها إلى نموذجها الأول الثالوثي : " يوم خلق الله الانسان على مثال الله عمله . ذكراً وأنثى خلقه" ( تك ه : ۱ و ۲ ) ، الذي يحن إليه الحب البشري من خلال عثراته وانحرافاته . وهكذا أصبح الزواج المسيحي المكان الذي يطعم فيه الحب البشري بالحب الإلهي الفادي ، لكي يحقق هدفه الاتحادي الأصيل ، فيجعل من الاثنين واحدة في المسيح الذي يجمعها .