العائلة كنيسة ٦




علاقة الشركة الزوجية بالكنيسة

 وهكذا ليست علاقة الشركة الزوجية بالكنيسة علاقة خارجية ، علانة مؤسسة ضيقة بمؤسسة أوسع وحسب ، إنما هي أكثر صميمية من ذلك ، لأن الشركة الزوجية تصبح مكاناً تعاش فيه الوحدة الكنسية بشكل كثيف ، من خلال اتحاد جسدين وروحين عبر أفراح وأتراح وآمال ومهات تمتد على مدى العمر . الشركة الزوجية تتحول إلى كنيسة صغيرة ، إلى "كنيسة منزلي" ، كما يقول بول اندوكيموف ، ( "إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون في وسطهم ، ، أليس هذا جوهر الكنيسة ؟ وقد وردت بين اقوال يسوع غير المدونة في الأناجيل هذه العبارة : متى يأتي الملكوت ؟ إذا أصبح اثنان واحداً ") . وبذلك لا تتخذ طابعاً غريباً يضاف إليها ، إنما تحقق طبيعتها الأصيلة ، تصبح شركة بالفعل لا ازدواج وجودين متوازيين لا يتلاقيان إلا في الظاهر .

 مظاهر أصالة العلاقة الزوجية 

إن الطابع الكنسي للعلاقة الزوجية ، الناتج عن حضور الرب يسوع بالروح القدس في تلك العلاقة -كما حضر في عرس قانا الجليل ( لا بل بشكل أكثر صميمية )-

يعيد لها أصالتها الانسانية ، لان الانسان الحق هو المتجلي بالنور الالهي على مثال انسانية يسوع . تلك الأصالة تعبر عنها عدة مظاهر ، منها :

 * إن الآخر يصبح غاية بحد ذاته وليس مجرد وسيلة لقضاء الشهوة أو حتى لانجاب الأولاد . إنه محبوب من أجل نفسه ، لذا فهذا الحب غير مشروط يتعهد في الأساس الأخر نهائياً أياً كانت عيوبه وأخطاؤه . 

* العلاقة الجنسية بين الزوجين ليست غاية بحد ذاتها ، إنما هي لغة للتعبير عن الحب والتوثيق عراه ، إنها تصبح "معرفة "، متبادلة ( أي تداخل كياني عميق من خلال لقاء الأجساد ) على حسب العبارة الكتابية . تلك هي العفة الزوجية التي يشير إليها الرسول بولس بتوصيته التسالونيكيين باستعمال الجسد بقداسة وكرامة غير منقادين لتيار الشهوة كالوثنيين الذين لا يعرفون الله ( ۱ تس 4 : 4 ) . هذا لا يعني أن العلاقة الجنسية لا أهمية لها ، إن أهميتها الكبرى على العكس ، إنما أهميتها هي في كونها لغة تخاطب وليس تقنية بحتة تستخدم لبلوغ لذة أنانية . وقد أثبت علم النفس الحديث على كل حال أن ما يُدعى "بالانسجام الجنسي"، هو ناتج إلى حد بعيد عن القاء صميمي بين الشريكين ، وان العلاقة الجنسية بالتالي ناجحة ، على الصعيد الجنسي نفسه ، بقدر ما لا تنحصر في ذاتها بل تكون تعبيراً عن اتصال عميق بين شخصين . 

* الحب الزوجي يضبح حباً معطاء على صورة حب المسيح للكنيسة : "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وبذل نفسه من أجلها . . . "، وعلى صورة حب الكنيسة للمسيح الذي يعبر عن ذاته بالاستشهاد بشتى مظاهره ( "أيها الشهداء القديسون . . . . ") . هذا الحب قد تجاوز استيلائية الطفل ليبلغ نضوج الراشد الحق الذي أصبح - حسب مقاييس علم النفس الحديث - قادرا أن يعطي بقدر ما يأخذ أو أكثر مما يأخذ . ولكن الحب الزوجي المكتمل بالمسيح ، ككل حب راشد فعلاً ، لا يكتفي بالعطاء ، لأن العطاء من جهة واحدة قد يكون وسيلة متخفية لاستعباد الأخر ، لجعله دوماً " تحت الممنونية" ، . فالمسيح لا يعطينا فحسب ، إنما يطلب منا حبنا ، يجعل نفسه محتاجا إلينا ، يقرع على باب قلبنا منتظراً أن نضيفه كما أضافه زكا : "إنني واقف على الباب وأقرع . . . . . ".هذا ما قاله الرب في النبي هو شع عندما شبه علاقته بشعبه بعلاقة زوج محب بزوجة غير أمينة على عهده ، واذا بالزوج يحاول أن يستعيد حب زوجته ، آن يستميل قلبها : " انطلقت في أثر محبيها ونسيتني يقول الرب . لذلك هاأنذا أتملقها وآتي بها إلى البرية وأخاطب قلبها "، ( هو ۲ : ۱۳ و 14 ) . 

* في العلاقة الزوجية ، إذا عيشت كنسياً ، لم يعد من مجال لتسلط واستعباد ، لتلك "الحرب بين الجنسين "، التي هي واقع يومي مفجع والتي تجعل الرجل والمرأة يتنازعان بشكل واع أو غير واع السيطرة في العلاقة الزوجية ، فيستخدم الرجل ، عادة ، القوة فيما تستخدم المرأة وسائل أخرى كالحرد والشكوى الدائمة وما شاكل ذلك . هذا كله يتخطاه الحب إذا تجلى بالمسيح وعاد إلى أصالته . فليس فيه من مجال بعد لسيد وعبد . صحيح أن الرسول يعلن ان "الرجل رأس المرأة "، . انه بذلك يتبنى وصفاً كرّسه المجتمع البشري مدة أجيال ولا يزال يكرسه إلى حد بعيد إلى الآن ، وهو رئاسة الرجل للشركة العائلية . هل هذه الرئاسة نابعة من "طبيعة "الانسان ، ام هي ناتجة عن عوامل اجتماعية تأثرت بدورها بعوامل تاريخية واقتصادية ، وبالتالي فهي مدعوة أن تزول مع تطور المجتمع ، أم هي خلاصة عامل طبيعي وعامل اجتماعي يتفاعلان ، هذه مسألة شائكة لم يعطها العلم حلاً نهائياً حتى الآن . ولكن المهم ليس تبني الرسول لرئاسة الرجل التقليدية ، المهم هو المعنى الجديد الذي يعطيه ، بوحي روح الرب ، لتلك الرئاسة :"فان الرجل رأس المرأة كما ان المسيح رأس الكنيسة ". المهم هو في هذا ال"كما "، . رئاسة الرجل هي كرئاسة المسيح ، إنها مسؤولية حب ، إنها عطاء وبذل ، إنها لا تبتغي مصلحة من يمارسها بل خير الآخر : "لأن المسيح لم يُرض نفسه لكن كما كُتب تعييرات معييريك وقعت علي" . إنها ، ككل رئاسة في الكنيسة ، خدمة دؤوب : "سمعتم أن رؤساء الأمم يسودونهم وعظاءهم يتسلطون عليهم ، أما أنتم فلا يكون هذا فيما بينكم ، بل من أراد أن يكون فيكم كبيراً ، فليكن للكل خادماً ، ومن أراد أن يكون فيكم اولاً فليكن للكل عبداً ، لأن ابن البشر لم يأت ليخدم لكن ليخدم ويقدم نفسه فداء عن كثيرين " . أما خضوع المرأة فلا استعباد فيه في منظار كهذا : "أيتها النساء اخضعن لرجالكن كخضوعكن للرب . . . فكما تخضع الكنيسة للمسيح ، هكذا فلتخضع النساء لرجالهن في كل شيء .المهم أيضاً هو في هذا الـ « كما » ، إذ أن المسيح لا يطلب إلا خضوعاً حراً ، خضوع القلب الذي يعطي ذاته تلقائياً : « يا بني أعطني قلبك . . . » ، « من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه . . . » ، وإن فتح لي أحد أدخل . . . "، ولا يبتغي من وراء هذا الخضوع الحرسؤدداً وتسلطاً ، إنما يبغي فقط حياة المؤمن وفرحه : « لقد جئت لتكون لهم الحياة وتكون لهم بوفرة » ، "مجد الله أن يحيا الانسان" ، ( ايريناوس ) . هكذا فوراء تكريس الرسول الظاهر للوضع الراهن ، قلب جذري للمقاييس الشائعة ، لعقلية "الانسان العتيق" ، وبذور ثورة فجرت ، ولا تزال ، المفاهيم التقليدية حول علاقة الرجل بالمرأة ، ثورة لا تزال تحدو بالانسان إلى تجاوز مستمر للمكاسب الجزئية التي حصل عليها حتى الآن في هذا المضمار .

03-May-2020
situs toto slot terbaik SITUS TOTO Togel Hadiah Terbesar Bet 200 Perak Link Alternatif Nana4D Situs Toto Slot Gacor Situs Toto Situs Toto Slot Gacor Situs Toto Situs Slot PG Soft Terbaik Dan Terpercaya Situs Toto Terpercaya Slot Thailand nana4d SLOT DEMO SLOT DEMO X1000 Slot Gacor Hari Ini Slot Demo PG RTP Live Info Slot Gacor Hari Ini Bocoran RTP Slot RTP Live Gacor Tertinggi BANDAR SITUS TOTO BANDAR SITUS TOTO TERPERCAYA BANDAR SITUS TOTO TERBAIK https://https://jermynstreetjournal.com/ https://jennybolton.com

shiowla

situs toto

situs toto

shiowla

shiowla

https://kalamariotes.gr/-/shiowla/

https://shantikuteer.org/

https://proletter.org/

shiowla

shiowla

situs toto

situs toto

situs toto

shiowla

shiowla

shiowla

shiowla

shiowla

http://elikconsulting.com/-/shiowla/

https://f4a.pt/-/situs-toto/

http://www.rsiafghanistan.com/-/shiowla/

https://qpadmon.com/opac/shiowla/

https://444bunuelosgourmet.com/-/shiowla/

https://alsalamradio.com/frontend/-/stoto/

slot88 slotgacor