التوبة الدائمة شرط للسير بالزواج في درب القداسة والأصالة
إلا أن تلك النعمة التي يتجلى بها الحب الزوجي إذا اتخذ بالمسيح طابعه "الكنس"، إنما هي معطاة لبشر خاطئين ،" يحملون هذا الكنز في أوان خزفية "، على حد تعبير الرسول . لذا فكل ما أشرنا إليه من صفات هذا الحب المتجدد إنما هو نموذج يصبو إليه الزوجان المسيحيان دون أن يبلغاه بالكلية في هذا العمر . إنها يحتاجان إلى سهر وجهاد دائمين لكي يكونا أمينين للنعمة المعطاة لهما فيسيران هكذا بزواجهما في درب القداسة ( التي هي أيضأ درب تحقيقه الانساني الكامل ) ، من خلال التجارب والعثرات . إنهما يحتاجان إلى توبة دائمة ، بما في هذه العبارة من مفاهيم عميقة ، مفهوم " العودة "، إلى الله مصدر الحب وأساسه وبالتالي إلى أصالة الحب ، مفهوم تغيير الذهنية المستمر ( metania ) الذي يمكن من إعادة النظر في الأوضاع الراهنة ، دون الاستكانة المميتة إلى عقد الزواج كأنه صك ملكية ، لتقييم تلك الأوضاع على ضوء حقيقة الله ، مما يفسح المجال أمام تخطيها في عملية خلق مستمر تنسجم وحدها مع متطلبات الحب الأصيل . هذا يفترض بالطبع من الزوجين ليس فقط فحصاً للقلب منفرداً وحسب ، بل حواراً مستمراً يرى فيه كل من الزوجين نفسه في مرآة الآخر ويدرك ما قد لا يكون وعاه تماماً من مواقفه وتأثيرها في شريكه.