مهمة المرشدين الزوجين
ولكن قد يصبح هذا الحوار صعباً جداً أو شبه مستحيل مهما كانت نوايا الزوجين طيبة ، وذلك بتأثير عوامل لا شعورية تؤثر في علاقتهما فتحول دون رؤية للأخر صحيحة وتكبل الحب بمخاوف الطفولة ومطاليبها . عند ذاك كان على الزوجين أن يلجأا إلى معونة أخصائي يساعدها على اكتشاف تلك الرواسب اللاشعورية التي تشوه علاقتهما وبالتالي على تخطيها . تلك هي مهمة المرشدين الزوجيين الذين وجدوا منذ عدد من السنين في البلاد المتقدمة . عملهم هو أن يساعدوا الزوجين على إطلاق حبهما من عقالاته الطفلية لكي ينضج ويستقيم ويثبت وينمو . وبذلك فهم ، أياً كان موقفهم الديني ، يعملون في خط الفداء ، في خط القيامة ، كما نوه القس بفيستر في رسالة له إلى فرويد . هذا ما يفرض ، على ما أعتقد ، على الرعاة الكنسيين مجابهة لمشكلة الطلاق جديدة . فالمهم بنظري ليس أن نتحاشي الطلاق قدرالامكان وحسب ، بل أن تساعد على إزالة أسبابه . ليس المهم ان نبقي على الزواج مهما كلف الأمر بل أن نساعد على بعث الحب الذي هو مبرر الزواج ومعناه . هذا يفرض ان لا يكتفي الرعاة بأن يدعوا كلاً من الزوجين إلى أن يقبل بمصيره ، فيكرّس بذلك الشق القائم بينها مع الحفاظ الشكلي على المؤسسة ، بل أن يحشوها ، على أن يكتشفا معاً ما يعيق حبها وان يوجهوها ، عند الاقتضاء ، إلى الأخصائيين ، لا بل أعتقد أن على الرعاة ، في بلادنا التي لم تنشأ فيها بعد مؤسسات للارشاد الزوجي ، أن يسعوا إلى إنشاء مثل تلك المؤسسات كما كانت الكنيسة سباقة في الغرب إلى إنشاء دورات لتهيئة الشبان والشابات إلى الحياة الزوجية .