حدث العيد هو أنّ مريم الطفلة ذات السنوات الثلاث، وتحقيقاً للوعد الذي قطعه والداها يواكيم وحنّة، تُقدَّم على يدي والديها إلى الله لتقيم في هيكل أورشليم. تقرا الكنيسة في المزمور 45 نبوءة عن دعوة مريم لتصير أمّاً للمسيح.
مقدّمة مسرّة الله
3
تعيّد الكنيسة، في الأيّام الأولى لصوم الميلاد، لدخول العذراء مريم الطفلة إلى الهيكل. ويسمّى العيد رسميّاً عيد <<دخول والدة الإله الفائقة القداسة إلى الهيكل>>. ويُعتبر أحد الأعياد السيديّة الاثني عشر الرئيسة في الكنيسة الأرثوذكسيّة(1)، مع أن الحَدَث لم يرد في الكتاب المقدّس. ليست غايته إقامة ذكرى دخول والدة الإله إلى الهيكل تاريخيّاً. بقدر ما هو احتفال عقائديّ بسرّ الإيمان المسيحيّ، القائل إنّ كلّ إنسان مخلوق ليكون هيكلاً حيّاً لله.
حدث العيد هو أنّ مريم الطفلة ذات السنوات الثلاث، وتحقيقاً للوعد الذي قطعه والداها يواكيم وحنّة، تُقدَّم على يدي والديها إلى الله لتقيم في هيكل أورشليم. تقرا الكنيسة في المزمور 45 نبوءة عن دعوة مريم لتصير أمّاً للمسيح.
<<بشذاها أبهجتك بنات الملوك وقد كنَّ بين وصيفاتك
قامت الملكة عن يمينك متردّية بألبسة مزخرفة منسوجة بخيوط مذهّبة
اسمعي يا ابنتي وانظري وأميلي أذنك
وانسي شعبك وبيت ابيك
فيصبو الملك إلى حسنك
لأنّه هو ربّك وله تسجدين
فتأتيك ابنة صور بالهدايا
وأغنياء الشعوب يبتهلون إليك
ابنة الملك كلّها بهاء في خدرها
مكتسية بألبسة حواشيها مذهّبة
بأردية مطرّزة يؤتى بهنّ إليك
يؤتى بهنّ بسرور وابتهاج يصار بهنّ إلى هيكل الملك
يولَد لكَ بنون عوضاً من آبائك
فتنصبهم رؤساء على الأرض كلّها
ساذكر اسمكَ في كلّ جيل وجيل
لذلك تحمدك الشعوب إلى أبد الآبدين>>.
تخبرنا القصّة الروحيّة كيف أنّ الكاهن زكريّا والد القدّيس يوحنّا المعمدان، أدخل الطفلة مريم، قدس الأقداس لتغذّيها الملائكة بالاستعداد لحبلها البتوليّ بابن الله.
بهذا الدخول، تضع مريم نهايو ل <جظل>> هيكلّ الله الأرضيّ الماديّ، لكي تبدأ <<حقيقة>> الهيكل البشريّ، الهيكل الروحيّ لسكنى الله، الذي هو مريم ذاتها، والذي عبرها، كلّ البشر يصيرون في المسيح والروح القدس في الكنيسة
<<لنتباشر أيّها المؤمنون مرنّمين للربّ بالمزامير والتسابيح
مكرّمين مظلّته المقدّسة
التابوت المتنفّس الذي وسع الكلمة غير الموسوع
لأنّها تُقدَّم لله طفلة بالجسد بما يفوق الطبيعة
وزخريّا رئيس الكهنة العظيم يتقبّلها مسروراً بما أنّها مسكن الله>>.
<<اليوم الهيكلّ المتنفّس للمجد المقدّس. مجد المسيح إلهنا
التي هي وحدها مباركة نقيّة
تقدّم إلى الهيكلّ الناموسيّ لتسكن في الاقداس
فيفرح الآن معها بالروح يواكيم وحنّة
ومصاف العذارى تسبّح الربّ
منشدة بالتراتيل ومكرّمة آمّه>>.
<<إنّ القدّيسة البريئة من العيب
تدخل بالروح القدس لتسكن قدس الأقداس
وتغتذي من الملاك
التي هي بالحقيقة ستكون هيكلاً كلّيّ القداسة لإلهنا القدّوس
الذي بحلوله فيها قدّس الخليقة باسرها
وألّه طبيعة الآنام الهالكة>>.
<<لنحتفل اليوم يا جماهير المؤمنين باجتماعنا روحيّاً
ونمدح بحسن عبادة فتاة الله البتول والدة الإله
مقدّمة إلى هيكل الربّ، السابق انتخابها من بين جميع الأجيال
لسكن المسيح ملك الكلّ
فيا عذارى تقدّمن حاملات المصابيح
مكرِّمات وفد الدائمة البتوليّة الموقّر
ويا أمّهات اخلعن كلّ حزن واتبعنهنّ مسبّحات
التي صارت أمّاً للإله وعلّةً لفرح العالم
فلنهتف إذاً جميعنا فرحين مع الملاك
بالسلام للممتلئة نعمة، المتشفّعة على الدوام من أجل نفوسنا>>(2).
يدعى عيد دخول والدة الإله في التراتيل ب <<مقدّمة مسرّة الله>> التي أذاعها ملائكة الله للعالم يوم مولد المسيح. إنّه الاحتفال الأوّل بالخلاص الذي يأتي إلى العالم بيسوع، الذي كانت مريم أوّل من تقبّله.
<<اليوم البتول التي هي مقدّمة مسرّة الله
وابتداء الكرازة بخلاص البشر
قد ظهرت في هيكل الله علانية
وسبقت مبشّرة الجميع بالمسيح
فلنهتف نحوها بصوت عظيم قائلين:
إفرحي يا كمال تدبير الخالق>>(3).
<<إنّ الهيكل الكلّيّ النقاوة
هيكل المخلّص، البتول الخدر الجزيل الثمن
والكنز الطاهر لمجد الله
اليوم تدخل إلى بيت الربّ
وتُدخل معها النعمة التي بالروح الإلهيّ
فلتسبّحها ملائكة الله
لأنّها هي المظلّة السماويّة>>(4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(5) يقع في الحادي والعشرين من شهر تشرين الثاني، ويودّع بعد ثمانية أيّام.
(6) خدمة غروب العيد.
(7) طروباريّة العيد. كلمة <<تدبير>> باليونانيّة oikonomia، تعني حرفيّاً <<خطة>> التي أعدّها الله من أجل خلاص العالم.
(8) قنداق العيد.
