13

ايمان الفتية الثلاثة 

13

ايمان الفتية الثلاثة 

تعد قصة الفتية الثلاثة من القصص المحبوبة جداً في الليتورجيا الارثوذكسية ، التي لا تذكرهم في يوم عيدهم مع النبي دانيال في السابع عشر من كل عام وحسب ، انما تذكر قصتهم وترتل لهم في الاحدين الذين يسبقان عيد الميلاد ، وفيهما يقام أيضاً تذكار كل ابرار العهد القادم الذين هيأوا لمجيء المسيح. بالإضافة إلى أن  القصة بيكملها تقرأ في القداس سبت النور عشية الفصح المجيد . و تخصص لهم الأدوية السابعة والثامنة في كل صلاة سحر، كما في قوانين السهر القيامية. بالحقيقة تعود أهمية الرواية لأسباب عدة، أهمها وأولها هو عدم مساومة الفنية على الإيمان بالإله الواحد الحقيقي ، وشهادتهم للإيمان الحقيقي الأصيل . وكم يبدو تعبير الفتية عن الإيمان مختلفاً لو قورن بنظرة كثيرين إلى الامان اليوم . يقول كثيرون هذه الأيام ، منهم مسيحيون ، إنه لكي تملك إيماناً حقيقياً بالله يعني تعتمد على الرب ، أن نتأكد أن أفعاله هي لفائدة شعبه الأرضي. وأن تعد خلاصة في طرائق محض بشرية . ويقولون أن الذين لا يعتبرون ايمانهم بهذه الطريقة هم ذوو إيمان ضعيف ، ويشكون بوعو

الرب . لكن موقفاً كهذا ليست له علاقة مع إيمان الفتية الثلاثة القديسين .فلم يدع الفتية الثلاثة أن الله سوف يخلصهم من الموت حرقاً في الأتون ، عندما وجه الملك الشرير؟ هم آمنوا  بأنه  قادر على أن يخلصهم بالتأكيد ،لكنهم لم يصيروا على أنه سوف يخلصهم !! بل بالعكس شاهدوا أن الله إلههم يعمل ما يريد . وأنه ليس من شأنهم ما يعمل أو ما لا يعمل، وطبعاً هذا ليس من شأن الملك أيضاً . لقد وثقوا بإلههم في كل شيء . فإذا كانت مشيئته أن يخلصهم ، فهم جاهزون. وإن كانت مشيئته أن يفنوا بالنار، فهم حضرن أيضاً . لأنهم امنوا بأنه مهما عمل الله ، يبقى االله الذي فيه يثقون من أجل انتصارهم المطلق. وبمعزل عن عمل الله ، هم يبقون أية ظروف ، لن يسجدو لوثن   نبوخذنصر  الذي وضعه أمامهم . بكلمة أخرى، بحسب شهادة الفتية الثلاثة .الامان الحقيقي بالله والثقة به لا يعرفان المطالبة والمساومة .إنه إيمان حاضر ، حاضر بالكلية وبالتمام ،كما ظهر بشكل فائق في المسيح، حاضر ليقبل مشيئة الآب وعنايته ،عارفاً أن المؤمنين به لن يسلموا إلى العيب .إيمان كهذا فقط يستطيع أن يحول النار إلى ندى وينجي من الموت . حينئذٍ أمر نبوخذنصر ،بغضب وغيض  بإحضار شدرخ و ميشخ وعبدناغو. فأت بهؤلاء الرجال قدام الملك  .فأجاب نبوخذنصر وقال : تعمداً يا شدرخ و ميشخ وعبدناغو لا تعبدون الهتي ولا تسجدون لتمثال الذهب الذي نصبت . فإن كنتم الأن مستعدين عندما تسمعون صوت القرن الناي والعود والرباب وسنطير والمزمار وكل أنواع العزف إلى أن تخروا وتسجدوا للتمثال الذي عملته .إن لم تسجدوا ففي تلك الساعة    IDK    في وسط النار المتقدة . ومن هو الإله الذي ينقذ كم من يدي ؟ . فأجاب شدرخ و ميشخ وعبدناغو وقالوا للملك : يا نبوخذنصر لا يلزمنا أن نجيبك عن هذا الأمر .هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة ، وأن ينقذنا من يديك أيها الملك . وإلا فليكن معلوماً لك أيها الملك ،اننا لا نعبد الهتك ولا نسجد لتمثيل الذهب الذي نسبته "

ويبقى الفتية  الثلاث في أتون بابل شهادة إلى الأبد عن الإيمان الحقيقي بالله الحقيقي . انهم ، بطاعتهم  الكلية لله ،يشيرون مسبقاً ، إلى الذي "في أيام جسده ، إن قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت . وسمع له من أجل تقواه ،مع كونه إبناً تعلم الطاعة مما تألم به. وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه ، سبب خلاص أبدي "

هذا هو الإيمان الوحيد الذي يستحقه الذين يخدمون الله الحي . الذي يخلص العلم بواسطة موت إبنه الملكي .

"إن الأحداث الموقرين . الكليي الحكمة المجيدين بما أنهم كانو متلألئين بالنور الإلهي ازدروا بالنار و اذ قد تندوا فيها وأقاموا مسفا بهيجاً ونظموا النشيد الكثير التسبيح ورتلوه مترنمين لأنهم صبوا إلى الملكوت السماوي السرمدي الذي لا يستحيل بالحقيقة .

أيها الفتيان المثلثو الغبطة انكم لم تعبدوا التمثال المصنوع باليد لكنكم لما تدرعتم بالجوهر الذي لا يدرك مجدتم في جهاد النار لأنكم بانتصابكم في وسط اللهيب الذي لا يطاق دعوتم الله قائلين : اسرع يا رؤوف وبادر لمعونتنا بما أنك رحيم لأنك قادر على ما تشاء ''