14
احد الاجداد
14
احد الاجداد
تقيم الكنيسة الارثوذكسية في الأحدين السابقين لعيد ميلاد الرب بالجسد ، تذكار الأباء القدسين الذين نقرأ عنهم في عهد القديم . بمن فيهم الذين عاشوا قبل الناموس (ناموس موسى ) .هؤلاء أخبروا بالمسيح قبل مجئته ، وافتداهم الرب بدوره في فصحه الخلاصي . في يوم أحد الأجداد ترتل القراءات التالية مع قانون ميلاد المسيح:
"لنقدم مديحاً للأباء الذين بزغوا قبل الشريعة وفي الشريعة وبرأي مستقيم تعبدوا للرب السيد الشارق من البتول متمتعين الأن بنوره الذي لا يغرب "
"لنكرايم آدم المشرق أولاً بيد خالقه الصائر جداً لنا كلنا المستقر الأن في المظال السماوية مع جميع المختارين "
"إن إله الكل وربهم قد تقبل قاربين هابيل التي قدمها بنية خالصة وحين أميت قديماً بيد مغتالة نقله إلى النور بما أنه شهيد إلهي "
" إن غيرة شيث الحارة لدى خالقه يشاد بها في العالم لأنه بالحقيقة قد خدمه بسيرة لا عيب فيها وبطيب النفس فالأن هو يهتف في بلدة الأحياء صارخاً قدوس أنت يا رب"
"إن انوش العجيب بعزمه الإلهي قد دعا سيد الكل بالفم واللسان والقلب متكلاً على الإله بالروح وإذ عاش على الأرض بسيرة حسنة الإرضاء احذر مجداً وشرفاً "
" لنستمع إلى الأقوال الإلهية هاتفة بظهور المسيح لأنه هو ذا يولد في مغارة من فتاة لم تعرف رجلاً فيسبق النجم ويظهر وينبئ المجوس بمولده الرهيب "
تذكر تراتيل خدمات اليوم (أحد الأجداد) اللتروجية، نوحاً وشمشون وبارق ويوشيا وناثان ولعازر وأيوب و صومائيل وداود وإبنه سليمان ودانيل أو الفتية الثلاثة . كما تذكر النسوة القديسات "اللواتي قديماً صنعن بقدرتك قوات ، أعني حنة و يوهديت و دبورة ويئيل وأستير وسارة ومريم اخت موسى ، وراحيل ورفقة وراعوث السامية العزم".
بقلمية أخرى نكرم هذا اليوم جميع ابرار العهد القديم . العبرانيين وغير العبرانيين ، الذين وجدو حياتهم في الله ، والذين كما تقول الرسالة إلى كولوسي ، وكما تؤمن الكنيسة ،" سوف تظهرون معه في مجد "
" متى ظهر المسيح حياتنا ، فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في الماجد. فأميتوا أعضاء كم التي على الأرض : الزنا، النجاسة ، الهوى ، الشهوة، الرديئة ، الطمع الذي هو عبادة الأوثان ، الأمور التي من أجلها يأتي غضب الله على أبناء المعصية ، الذين بينهم أنتم أيضاً سلكتم قبلاً ، حين كنتم تعيشون فيها المعصية ، الذين بينهم أنتم أيضاً سلكتم قبلاً ، حين كنتم تعيشون فيها. وأما الأن فأطرحو عنكم أنتم أيضاً الكل : الغضب ، الصخط ، الخبث التجديف الكلام القبيح من أفواهكم .لا تكذبوا بعضكم على بعض ، إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ، ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه ،حيث ليس يوناني ويهودي ، ختان وغرلة ، بربري وئسكذي ، عبد وحر ، بل المسيح الكل وفي الكل ".
تحاكي حياة الابرار في العهد القديم حياة قديسي الله في المسيح . فالناس القديسون يعيشون لله وحده ، لله الحي ولكلمته (المسيح). تسبيح الله هو غاية وجودهم ، لا بالكلمات بل بالأفعال، وهكذا يحيون .
هناك فرق كبير بين "الوجود " و " العيش ". كثيرون موجودون لكن قليلين هم الذين يحيون. الذين عندهم حياة هم الذين يطلبون الله . الذين يستنيرون بوصاياه ويفرحون بإتمام مشيئته ، يتجاوزون الوجود ليجدوا الحياة بالحقيقة ." إطلب الله فتحيا نفوسكم". هذا هو نداء صاحب المذامير ، داود الذي نرتل له في هذا الأحد وفي الأحد الذي بعد الميلاد. نداؤه هذا ينسجم تماماً مع كلمات الله المعطاة لموسى في كشفه الناموس الالهي .
" إنظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، الموت والشر ، بما أني أوصيتك اليوم أن تحب الرب الهك وتسلك في طريقه وتحفظ وصاياه وفرائضه وأحكامه لكي تحيا وتنمو ، ويباركك الرب الهك في الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها . فإن إنصرف قلبك ولم تسمع، بل غويت وسجدت لالهة أخرى وعبدتها ، فإني أنبئكم اليوم بأنكم لا محالة تهلكون .لا تطيل الأيام على الأرض التي أنت عبر الأردن لكي تدخلها وتمتلكها . أشهد عليكم اليوم السماء والأرض . قد جعلت قدماك الحياة والموت . البركة واللعنة. فإختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك ، إذ تحب الرب الهك وتسمع لصوته وتلتصق به ، لأنه هو حياتك والذي يطيل أيامك لكي تسكن على الأرض التي حلف الرب لأبنائك ابراهيم و إسحق ويعقوب أن يعطيهم اياها "
إختر الأجداد ، رجالاً ونساء ، مع أنسالهم، الحياة . إذ وجدوها في ماسيا الله ، يسوع المسيح ، الذي هو الحياة ذاتها ، كلمة الله المتجسد. والإحتفال بالميلاد ، الفصح الشتوي ، هو إحتفال بالحياة في المسيح كلمة الله. لأن "المسيح الذي هو حياتنا " قد ظهر . لقد رأينا مجده . إن مجده الأن يحتجب في صورة عبد لكنه سينكشف في نهاية الأزمنة بقوة للذين أحبوا ظهوره وسلكو فيه .
"أيها المؤمنون إذ نقيم اليوم تذكار الأجداد فالنسبه بيمن المسيح المنقذ الذي عظمهم في جميع الأمم الرب صانع العجائب المستغربة بما أنه عزيز وقدير المظهر لنا منهم عصا قوة هي مريم فتاة الله النقية التي هي وحدها لم تعرف رجلاً ومنها ورد المسيح الزهرة مفرعاً للجميع الحياة والنعيم الذي لا يزول والخلاص الأبدي ".
" لقد زكيت بالإيمان الأباء القدماء وبهم سبقت فخطبت البيعة التي من الأمم فاليفتخر القديسون بالمجد لأن في زرعهم أينع ثمر حسيب وهي التي ولدتك بغير زرع فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلص نفوسنا ".