يبشر ميلاد المسيح العالم بفرح  عظيم.

يأتي رئيس الملاكة جبرائيل إلى ذخريا الكاهن أولا،  بينما كان هذا الأخير يقدم البخور على مذبح الله، ويخبره أن زوجته أليصابات ستحبل وتلد ابنا  يكون سابق المسيح ويكون لك فرح وابتهاج، وكثيرون سيفرحون بولادته.

ويعود رسول الرب نفسه إلى العذراء مريم، فيبلغها الرسالة ذاتها، فتعظم نفس العذراء الرب وتبتهج روحها بالله مخلصها (لو١ : ٤٦: ٤٧). لأن ابنها سيكون المسيح، ويدعى ابن العلي، وسيعطيه الرب الإلهبيت يعقوب إلى الأبد، ولن يكون لملكه نهاية ( لو١: ٣٢-٣٣).ويذيع ملاك الرب بشرى الولادة للعالم قائلا:  أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب (لو٢:١٠).  

وكان في تلك الكورة رعاة متبدين،يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملك: لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه هي العلامة تجدون طفلا مقمطا  مضجعا في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي، مسبحين الله وقائلين،  المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ( لو٢: ٨ – ١٤).  

فرح ظهور المسيح جلي في خدم فصـح الشتاءالليتورجيـة. عندما تترجم كلمة »السلام لك«  بكلمة »افرحي«  كما في خدم الكنيسة كلها. فهذا يعني أنه يوجد حضور أعظم »للبشارة السارة بالفرح العظيـم« لكل المؤمنين، لأنهم مع كل الخليقة تلقوا تحية السـلام أيضا، وفي تراتيل العيد نسبح قائيلن:
لتبتهج قلوب الارضيين كافة، ولتفرح الخليقة، فإن الرب يولد في مغارة بيت لحم من فتاة نقية،
والمجوس يقدمون له الآن هدايا لائقة. أيها الشعب الجالس منذ القديم في ظلال الموت، انظر النور الشارق لك من البتول، وامتلئ فرحا جزيلا معظما على الدوام الكلمة المتمسكن.

إن الأرض قد بسطت وجهها لتتقبل الخالق، المتقبل التمجيد من الملائكة، والكوكب من السماء، والتسبيح من الرعاة، والهدايا من المجوس، والمعرفة من العالم أجـمع.

لتبتهج الخليقة، لأن الخالق والإله الذي قبل الأزل، يعرف الآن جديدا، فليستقبله المجوس بالهدايا، وليهتف الرعاة مذيعين العجب بإيمان، ولنتفرج مع الملائكة.  

 أحدى الاتهامات التي توجه إلى المسيحين هي تهمة انتفاء الفرح منهم. المسيحيون الذين لافرح فيهم لايمكن أن يسـموا مسيحيين. فأصحاب القلوب القاسية، والمتذمرون، والجاحدون،  والمتهمون، واليائسـون، وغيرالراضين ليسوا مسيحيين بالتأكيد. هؤلاء لم تلمس النعمة حياتهم.

إنهم أناس محدودون »بـهذا العالم« ومكتفون به ورئيسهم تاليا هو الشيطان، و»هيئتهم إلى زوال«، ولا يمكن أن يكونوا في عداد المنتمين إلى المسيح وملكوت الله. لأن المسيحيين تعريفا هم الذين »فرح  المسيح كاملا فيهم« إنهم أناس لايمكن لأحد أن ينزع فرحهم منهم، لأنه كامل وثابت فيهم...