الفصح الشّتـوي 26
شمس البر
هو أحد القاب السيد المسيح، في كتابات الأنبياء، في الكتاب المقدس، ويرد في كتاب النبي ملاخي مايلي: فهوذا يأتي اليوم المتّقد كالتنور، وكل المستكبرين، وكل فاعلي الشر يكونون قشا، ويحركهم اليوم الأتي، قال رب الجنود، فلا يبقي لهم أصلا ولا فرعا. ولكم أيّها المتّقون اسمي تشرق شمس البرّ
والشفاء في أجنحتها، فتخرجون وتنشـؤون كعجول الصيرة. وتدوسون الأشرار لأنهم يكونون رمادا تحت بطون أقدامكم يوم أفع لهذ اقال رب الجنود.
ويدعى الله نفسه شمسا في الكتاب المقدس، كمصدر النور، وهو النور ذاته. يعطي الله اللقب ذاته لابنه الوحيد المولود الذي يظهرعلى الأرض كفجـر ليوم جديد، يوم الرب الذي ينير الذين يجلسون فـي الظلمة وفي أرض الموت. توجد شهادة بليغة لهذا التعليم في إنجيل "لوقا" في نشيد زخريا، والد يوحنا المعمدان:
"وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ، بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ. لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ".
تعني الترجمة الحرفية أن »المشرق من العلاء« سوف يزورنا في العالم، مشيرة إلـى يسوع المسيح. تستخدم ترتيلـة الميــلاد الرئيسة هــذا التعبير، ولسبب تاريخي محض. فلم يكن حدث ولادة الرب يسوع بالجسـد موضع عيد مستقل في بدء المسيحية. والعيد الأساس كان عيد الظهور الإلهي كما
كان يدعى »عيدالأنوار« أيضا. وأرتبط بعيد يهودي موسـميّ، وبعيد وثني يقام في زمن محدّد من السّنة، حينما تتوقف الشّمس عن مدارهـا الجنوبيّ، وتبدأ بالتحرك ثانية باتجاه الشمال. رامزة إلى انتصار النورعلى الظلام في النظام الطبيعي. سمى المسيحيون هذا العيد »إبيفاني« أي ما معناه بالعربية »ظـهور«، أو »إظهار«، وأيضا سموه »ثيوفاني« أي الظّهورالإلهي« أو »الإظهارالإلهي« وكان يقع في السادس مـن كانون الثاني. وأعطي هذا الاسـم لأنا لله ظهر على الأرض في شخص ابنه، وأظهر مجده فيه أيضا.
وقد دعا الابن نفسه »نورالعالم«، ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا: أنا نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة. مادمت في العالم فأنا نورالعالم، أنا قد جئت نورا إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لايمكث في الظلمة.
تتجاوب كلمات الرسول يوحنا هذه مع مقدّمة إنجيلية حيث يتماهى يسوع بكلمة الله الإلهية، تماهيا يستخدم مرات كثير ةفي خدم فحص الشتاء اللّيتورجية.
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ...