هلمّوا أيّها المؤمنون
لنشاهد علانيّة عجبا عظيما
لأنّ خالق الكلّ قد شوهد ظافرا وآتيا ليصطبغ
ظهورالرّبّ في الأردن
يبدأ الاحتفـال الليتورجي بعيد ظهور الـرب فــي الأردن، علـى غرار الاحتفال الليتورجي بعيد ميلاده، وذلك بفترة تهيئة. تمتد على خمسة أيام قبل العيد. وكصلوات الميلاد، كثير من تراتيل فترةا لتهيئة هذه، تحاكي في الشكل صلوات فصـح الرب، موته، وقيامته. ومرة أخرى تتغير بضع كلمات فقط من تراتيل الأسبوع العظيم، لكي تمجد السر الحاضر.
"إننا إذ تمتعنا قبل بالوليمة السيدية
والمائدة التي لاتفرغ في مغارة حقيرة
فلنبادر الآن نحو الأردن
لنشاهد سرّا غريبا
هو علة البهاء العلوي"
(خدمة صلاة النوم ليوم 4 كانون الثاني)
"إنّ العيد الماضي عيد ميلاد المسيح
قد حصل أشد بهاء من الشمس
وأما العيد الآتي عيد ظهوره الإلهي
فيبدو متلألئا وكلّيّ الضياء
في ذاك رعاة قد سجدوا
ممجدين مع الملائكة إلها متانسا
أما في هذا فيوحنا لما لامس هامة السيد
بيده اليمنى برعدة قائلا
قدّسني والمياه أيها المالك وحده الرحمة العظمى"
(خدمة صلاة السّحر ليوم 2 كانون الثّاني)
"إن العيد الماضي البهي
وإن اليوم الحاضرالمجيد
في ذاك مجوس سجدوا للمخلص
وفي هذا عبد قد دعي ليعمد السيد
هناك رعاة ساهرون أبصروا وتعجبوا
وهنا صوت الآب قد كرز بالابن الوحيد"
كمـا رأينا سـابقا تعني كلمة "إبيفاني" الظهور والإظـهار. وهـي تستخدم لحدث معمودية المسيح. لأنّه في حين اعتماده على يد يوحنا المعمدان، في نهر الأردن، ظهر يسوع للعالم وأظهر ذاته المسيح، ابن الله الوحيد، أحد الثالوث القدوس.
حدث ظهور الرّبّ العلنيّ في معموديته لسبب وجيه جدا. فالمعمودية رمـز الموت والقيامـة، والمسيح أتى إلى الأرض لكي يموت ثمّ يقوم. المعمودية رمز التوبة عن الخطايا وغفرانها، والمسيح أتى كحمل الله الذي يرفع خطيئة العالم لكي يخلصه منها. المعمودية رمـز التقديس، والمسيح أتى ليقدس الخليقة كلها. المعمودية رمـز الجدة اللامعة. عندما يعتمد أحد ما فالعتيق فيه ينتهي ويأتي الجديد. وقد ظهر المسيح على الأرضلينهيالأشياء العتيقة كلها ويجعلها جديــدة. لهذا فإن فعل المعمودية يحتوي رمزيا كامل سرالمسيح، كل هدف مجيئه.
لم يكن المسيح بحاجة إلى أن يعتمد. هـذا واضح جدا في الإنجيل. لكنه اعتمد من أجلنا لكي "يتمم كل بر" (مت3: 15).
"حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه. ولكن يوحنا منعه قائلا: أنا محتاج أن أعتمد منك، وأنت تأتي إلي! فأجاب يسوع وقال له: اسمح الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر. حينئذ سمح له. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء، وإذا السماوات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. وصوت من السماوات قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 13-17)
كانت معمودية يوحنا "معموديّة توبة لغفران الخطايا". وأتى الناس إلى يوحنا "معترفين بخطاياهم" (مر1: 4-5). الرّبّ يسوع لا يحتاج إلى التوبة، فهو كابن الله في جسد بشري لم يرتكب أية خطيئة، لذلك فإن معموديّته تظهر مشاركته خلائقه الخطأة. لقد صار، حرفيا، واحدا منا ليس فقـط في بشريّتنا بل في صورتنا الساقطة، ليس فقط في حياتنا على الأرض، بل أيضا في موتنا. لأنّه كما يقول القدّيس بولس: "جعل الّذي لم يعرف خطيئة خطيئة من أجلنا، لنصير نحن برّ الله فيه" (2كو 5: 21).
ولكنّ الّذي وضع قليلا عن الملائكة، يسوع نراه مكلّلا بالمجد والكرامة، من اجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لاجل كلّ واحد... فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدّم، اشترك هو أيضا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الّذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الّذين، خوفا من الموت، كانوا جميعا كلّ حياتهم تحت العبوديّة... من ثمّ كان ينبغي أن يشبه إخوته في كلّ شيء، لكي يكون رحيما، ورئيس كهنة أمينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب. (عب2: 9، 14، 15، 17)
في احتفال الكنيسة بعيد ظهور الرّبّ في الأردن، صار المؤمنون قادرين على رؤية يسوع مثلهم بكلّ إجلال، داخلا المياه ليشاركهم حالتهم السّاقطة لكي ينهي وضعها ويخلقهم من جديد للحياة في ملكوت الله. تيقّنوا حقّا أنّ المسيح، هو ابن الله الحيّ، الّذي أتى ليخلّص العالم.
"هلمّوا أيّها المؤمنون
لنشاهد علانيّة عجبا عظيما
لأنّ خالق الكلّ قد شوهد ظافرا وآتيا ليصطبغ"
(خدمة صلاة الغروب ليوم 3 كانون الثّاني)
"لننتقل من بيت لحم إلى الأردن
لأنّ هناك قد بدا الآن
يشرق نور للّذين في الظّلام"
(خدمة صلاة الغروب ليوم 3 كانون الثّاني)
"يا من دعيتم إلى الطّعام الإلهيّ
وتنعّمتم بأقوال بيت لحم
ممجّدين مع الملائكة والرّعاة والمجوس للمتجسّد
لنمض الآن نحو الأردن سرّيّا
فنشاهد السّرّ العظيم الّذي يأتي المسيح ليتمّمه
ولنزده رفعة مدى الدّهور"
(خدمة صلاة الغروب ليوم 4 كانون الثّاني)
" لقد جاء المسيح الّذي حصل متمّما الشّريعة بحسب الجسد
ليتمّم باكورة الخلاص في الأردن بما أنّه المتحنّن
فيحني هامته للصّابغ الهاتف بإيمان
لنهتفنّ أيّها الشّعوب قائلين
مبارك أنت يا إلهنا الظّاهر المجد لك"
(خدمة صلاة الغروب ليوم 3 كانون الثّاني)
