بتولية مريم هي خصب من نوع آخر، لأن هذه الفتاة افتتحت خطً جديدا في العالم إذ قبلت الربّ في أحشائها بشكل "فائق الوصف والعقل". وأعطتنا أن نولد من جديد فيه.
بتولية العذراء
يدّعي البعض ان العذراء بعد ولادتها ليسوع عرفت يوسف وأنجبت منه بنين وبنات ويستندون في ذلك الى سلسلة آيات سنوردها تباعا:
1) "فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب ، وأخذ امرأته ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر . ودعا اسمه يسوع" (متى 1 : 24 - 25)
2) "وفيما هو يكلم الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجا طالبين أن يكلموه فقال له واحد : هوذا أمك وإخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك" ( متى 12 : 46 )
3) "أليس هذا ابن النجار ؟ أليست أمه تدعى مريم ، وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا أو ليست أخواته جميعهن عندنا" (متى 13 : 55 – 56 )
4) "أليس هذا النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان أوليست اخواته ههنا عندنا" (مرقس 6 : 3 )
حتى:
للكتاب المقدس استعمال معين لكلمة حتى.
- أولا يستعملها مع فعل بصيغة الايجاب:
"ها أنا معكم كل الأيام حتى انقضاء الدهر" (متى 28 : 20 ) بالطبع سيظل يسوع معنا حتى بعد إنقضاء الدهر.
"قال الرب لربي: إجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك" ( متى 22 : 44 )
"وأرسل الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الأرض" ( تك 8 : 7 ) فالغراب لم يرجع إلى نوح ( أي ظل خارجا ) حتى بعد أن نشفت المياه.
- ثانيا يستعملها مع فعل بصيغة النفي:
"لم يكن لميكال بنت شاول ولد حتى يوم موتها" (2صمو 6 : 24 )
"لم يصدق اليهود عنه أنه كان أعمى فابصر حتى دعوا أبوي الذي أبصر" ( يو 9 : 18 )
أمثلة عامة :(لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر)
لم آكل التفاحة حتى أكلها الدود.
لم أشرب من الإبريق حتى وقع على الأرض وانكسر.
لم يشارك صديقي في المسابقة حتى مات.
أما في هذا المثل :
لم تتوقف سيارتنا حتى أصبحنا في قعر الوادي.
لم أستطع ان أشاهد الطريق في الليل حتى طلعت الشمس .
البكر:
"وكلم الله موسى قائلا قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني اسرائيل ...."(خروج 13 : 1 ) اذا بغض النظر اذا تبع البكر اخوة أم لا فهو بكر = فاتح رحم.
اذاً البكر لا ينتظر شقيقه او شقيقته التي تأتي بعده ليأخذ صفة البكورية.
إخوة يسوع:
أخذ استعمال كلمة أخ (وأخت) في الكتاب المقدس أكثر من معنى تحت تأثير البيئة السامية المشرقية.
- إخوة الدم "وفيما يمشي عند بحر الجليل ابصر سمعان وانداوس أخاه يلقيان شبكة في البحر" ( مرقس 1 : 16 )
- أقارب من نفس العائلة:
"فأخذ ابرام ساراي إمرأته ولوطا ابن أخيه وكل مقتنياتهم ..."(تكوين 12 : 5 )
"فحدث مخاصمة بين رعاة مواشي ابرام ورعاة مواشي لوط ...... فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك لأننا نحن أخوان" (تكوين 13 : 7 – 8 )
"هرب ملك سدوم وعمورة ..... فأخذوا جميع أملاك سدوم وعمورة و ...... وأخذوا لوطا ابن أخ ابرام واملاكه ومضوا....... فلما سمع أن أخاه سبي ....... واسترجع كل الملاك واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه والنساء وأيضا الشعب" ( تكوين 14 :10 _ 16)
"أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله" (تكوين : 10 )
"ثم قال لابان ليعقوب : ألأنك أخي تخدمني مجانا" ( تكوين 29 : 15 )
"كانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية"(يوحنا 19 : 25 )
"فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لأمه يا أمرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذ هوذا أمك ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته"( يوحنا 19 : 26 – 27 )
أين اخوته يا ترى ؟ ولماذا أسلمها يسوع لتعيش مع يوحنا الشاب الاعزب في مجتمع يهودي متذمة تأمره شريعته برجم الزانية والسبب هو أن العذراء لم يتبقى لها سند بعد موت بكرها ووحيدها.
- إخوة بالايمان :
آياتها عديدة نذكر بعضها : «فإن المسيح الذي يقدس المؤمنين به وللمقدسين أنفسهم , أبا واحداٌ .لهذا لا يستحي المسيح أن يدعو المؤمنين به إخوة له(عبرانيين 2 : 11)
«من هي أمي؟ ومن هم إخوتي؟ ثم أشار بيده الى تلاميذه وقال : هؤلاء هم أمي وإخوتي. لأن كل من يعمل إرادة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي» (متى 12 :48 – 50 )
تعلّم الكنيسة الارثوذكسية أن مريم والدة الإله هي عذراء قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة، وقد أكدت هذا، في صيغة عقائدية، في إبسالات (حُرمات) المجمع المسكوني الخامس (المنعقد في القسطنطينية في العام 553)، فدانت: "كل من لا يعترف بأن كلمة الله وُلد ولادتين: الولادة الأولى منذ الازل لا تنحصر في زمان او في جسد، والثانية في الايام الأخيرة اذ نزل من السماء وصار جسداً من القديسة المجيدة مريم والدة الإله الدائمة البتولية ووُلد منها".
وواقع الحال أن كل تعليم لا يتوافق وروح الكتاب المقدس لا يُعتبر أصيلا في المسيحية الحق. بتولية مريم، من هذه الوجهة، هي حقيقة مرتبطة بالتجسد الإلهي، هكذا فهمها الآباء عموما، وهم لم يخرجوا عن نبع الإيمان وأعني كلمة الله، ولعل ما قاله القديس غريغوريوس النيصصي يلخّص هذا الترابط: "إن حشا العذراء الذي استُخدم لميلاد بلا دنس مباركٌ لأن الميلاد لم يُبْطِلْ عذريتها كما أن العذرية لم تُعِقْ هذا الميلاد ولم تمنعه".منعه".
بتولية مريم هي خصب من نوع آخر، لأن هذه الفتاة افتتحت خطً جديدا في العالم إذ قبلت الربّ في أحشائها بشكل "فائق الوصف والعقل". وأعطتنا أن نولد من جديد فيه.