إن بقي لديك بعض أملٍ في الخلاص، إن كان لديك ذكرالله ولو قليلا، إن كانت لديك رغبةٌ ما في الخيرات الآتية، إن كان لديك خوفٌ ما من العقوبات المعَدّة لغير التائبين، إذاً عُد سريعاً إلى زهدك، وارفع باصرتيك نحو السّماء، وهلمّ إلى الرشد، وانبذ ضلالك، واخلع السكْر الذي انسكب عليك، وقاوِم ذاك الذي رمی بك إلى أسفل. ابذل قُصارى جهودك للنهوض ثانيةً عن الأرض.. تذكّر الراعي الصالح الذي سيمضي في إثرك ويرفعك... تذكّر مراحم الله، ولا تيأس من الخلاص.
عُد فتذكّر ما كُتب، أنّ من يسقط ينهض، وأنّ من يرتدّ يتوب (إرم 4:8).. ذلك أنّ الربّ لا يرید موت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا (حز ۳۲:۱۸). لا تتظاهر بالاستخفاف إذاً، لفكرة أنّك سقطت في لجّة شرور، فهوذا وقت النهوض، وقت الحِلم، وقت الشفاء، وقت التقویم. هل انزلقت؟ هل خطئت؟ إهدأ، ولا تجعل نفسك على سكة الأشرار، بل أسرع خارجاً. ومتى اهتديت وتألمت، فعندئذ تخلص، لأن الصّحة إنما تأتي من الكدّ، والخلاص من الأعراق... لا تترك نفسك تنهار، فثمّة خلاص.. ثمّة نعمة تؤجّل العِقاب، وتنتظر التقويم.. صارع إذاً من جديد ولا تتردّد، وارأف بنفسك وبنا جميعا في المسيح يسوع ربّنا.
القديس باسيليوس الكبير