الفريسيّ والعشّار


 الفريسيّ والعشّار: لمحة تاريخيّة وشرح للمقطع الإنجيليّ



الفريسيّ والعشّار
لوقا 18: 10–14

لمحة تاريخيّة
من هم الفريسيّون؟

-        جماعة برزت داخل المجتمع اليهوديّ، في فلسطين.

-         يتبعون الناموس، ويدّعون أنّهم يمثلّون الجماعة المقدَّسة، شعب الله الحقيقيّ.

-         يعود أصل تسميتهم إلى اللّغة الآراميّة ويشير إلى الابتعاد والاعتزال عن الخاطئين.

-         الخاطئون برأيهم، هم كلّ مَن ليس منهم.

-        يوم التكفير: يصوم الفرّيسيون يومًا في الأسبوع، وصومهم كان صعبًا فهو الامتناع عن كلّ طعام وشراب طيلة اليوم.

-         العِشر: يجب عليهم دفع العِشر من نتاجهم.

من هم العشّارون؟

-        جماعة من داخل المجتمع اليهوديّ، في فلسطين.

-        كانوا يجمَعون الرّسوم الجمركيّة لكلّ مقاطعة ويستغلّونها لأنفسهم دون التقيّد بتعرفة الدولة.

-        كان الرّأي العام يعتبرهم لصوصًا، فكانوا محرومين من حقوقهم المدنيّة.

شرح الانجيل:

"أمّا الفريسيّ فوقف يصلّي في نفسه هكذا اللهم أنا أشكرك أنّي لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار."

نرى الفريسيّ:

o      يعدّد الذنوب التي حفظ نفسه منها.

o      يستعلي على العشّار (الإحتقار)

"أصوم مرّتين في الأسبوع وأعشّر كل ما أقتنيه."

يذكر الفرّيسي مبرّراته:

o      كان الناموس يفرض صومًا يومًا واحدًا، أمّا هو فيصوم يومَين وذلك للتكفير عن خطايا شعبه.

o     الشريعة تطلب تعشير الغلّة الزراعية، الفريسيّ كان يعطي فوق ذلك عُشر كلّ دخله.

"وأمّا العشّار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلًا اللّهم ارحمني أنا الخاطئ."

o     بعكس الفريسيّ، وقف العشّار بعيدًا، ولم يكن يجرؤ أن يرفع عينيه نحو السماء.

o     أمّا قرع الصدر، أو بالأحرى القلب (مركز الإنسان الدخلي) فقد كان تعبيرًا عن توبة عميقة.

صلاة الفريسيّ تبدو للوهلة الأولى ممتازة:

o     يشكر الله لأنه يعرف أنّ الفضل يعود إليه.

o     صلاته لا تحوي أي طلب، إنّما هي شكر.

أما صلاة العشّار:

o     فهي تعبّر عن يأس، وكان يخجل أن يرفع عينيه وذلك لمعرفته أنّه إذا شاء أن يتوب، وجب عليه ليس أن يترك مهنته وحسب، بل أن يعيد المبالغ المختلَسة للجميع.

"أقول لكم أنّ هذا نزل إلى بيته مبرَّرًا دون ذاك"

غُفر للعشّار ولم يُغفر للفريسيّ!!!!

الفريسيّ وإن كان في الظاهر جيّدًا، إلّا أنّه بالفعل ممتلئ من نفسه (لا ينتظر شيئًا من الله)، وهذا ما يُشير إليه موقفه من العشّار.

الله يقول نعم للخاطئ الذي يتوق إليه ولا يكتفي بنفسه.

"مَن رفع نفسه وُضع، ومَن وضع نفسه رُفع."

o      المجهول: الله

o     الصيغة: المستقبل التي تشير إلى يوم الدينونة

بمعنى:

« مَن رفع نفسه وضعه الله، ومَن وضع نفسه رفعه الله»

الخلاصة:

- التواضع أمّ الفضائل والكبرياء أمّ الأهواء.
 - يجب على كلّ مؤمن ألّا يستكبر على الآخرين.
- حِفظ الشريعة وتطبيقها والصوم والصلاة لا تنفع شيئًا دون تواضع
(أي من دون الإنشداد الى الله)
- الإعتراف بخطايانا وطلب الرحمة من الرّب قيامة.

إنّ مقياس اتّجاهنا الفعليّ، لا الكلاميّ، إلى الله هو اتّجاهنا إلى الإنسان الآخر.

جوني نصّار

 

المراجع:

أحد الفريسي والعشار: المطران جورج خضر: 8 شباط 1998

أمثال الملكوت: كوستي بندلي

أحد الفريسي والعشار: Antioch patriarchate

 

12-Feb-2020